الحب صور نفسية و معانٍ منسية
معظم ما نسميه (علاقات حب) هي في حقيقتها من أبشع ما يمكن أن توصف به أي علاقة على الإطلاق، رغم مظهرها الخارجي اللامع، ولافتتها الكبيرة البراقة. بعض الآباء والأمهات يقومون بتشويه منظم لفطرة أبنائهم باسم الحب، بعض الأزواج يقرر أن يمتلك زوجته ويسلبها إرادتها باسم الحب، كثير من المحبين يمارسون أمراضاً علاقاتية واضحة باسم الحب، هناك من يرتكب جرائم نفسية تحت شعار الحب. ما يصل لأبنائنا عن الحب أنه علاقة مشروطة، بمعنى افعل كذا فأحبك، وإن لم تفعله فلن أحبك، كن هكذا فأحبك، وإن لم تكنه فلن أحبك، كن كما أريد، ولا تكن كما تريد، وهذا هو شرط حبي لك، هل هذا هو الحب؟ يصلهم من آبائهم وأمهاتهم أيضاً أن الله نفسه يحبهم بشروط، ويقبلهم بشروط، ويتعامل معهم بنفس منطق (الأب) وليس (الرب) الواسع الغفور الرحيم، فهل هذا هو الحب؟ نحن ندفع أبناءنا لدفن نفوسهم الحقيقية الفطرية الخالصة، صاحبة الإبداع والاختلاف والمرونة، ليعيشوا معنا بنفوس مزيفة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، تمشي على نفس دروبنا القديمة، وتكمل نفس رحلاتنا المكررة في الحياة، وتحقق أحلامنا نحن (وليس هم)، وتصير كما نريد نحن (لا هم...