♥ أنا أحبني ♥




الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم , لايدلّ الملل طريقًا إليهم 
يقدّرون ذواتهم , هُم أصدقاء أنفسهم , رفقَاء أرواحهم , أحبّاء قلوبهم 
جرّب يومًا أن تُصادق نفسك , أن تحبّها بكلّ ما فيها 
بعيوبها قبل مزَاياهَا , أن تحبّ الأشياء التي تعتقدُ بأنّها لَن تسبب لكَ معضلة 
أن تتقبّل ذاتك , أن تخصّص لها وقتًا تستمعُ إلى مشاعرك , تُسعد كيانك 
أن تحبّ الزّهر و العطر و الضوء و الغيم , أن تجعل من الأشيَاء البسيطَة إلهامًا لكْ 
جرّب أن تكُون وحيدًا دونَ أن تشعرَ بالوحدَة , أن تقف أمام المرآة وتخبرهَا بمَا تشعر بصوتٍ مسموع 
حدّثهَا عن مشاعرك تجاه شخصٍ آخر , عن يومكَ كيفَ قضيته , أن تبوحَ بالمشكلة التِي تواجهها ثمّ تقترحُ عليها الحلول 
أن تقنعهَا بأمرٍ مّا , فأنتَ الشخصُ الوحيد الذِي يستطيعُ التأثير على نفسك بشكلٍ مرضِي , دونَ ضغوطٍ منَ الآخر , دونَ اختبَاء نوايا . . 
أن تخرج منك , وتتخيّلك شخصًا آخر , شخصًا صديقًا لن يشِي بما تقول , لَن يفهمك بطريقة خاطئة 
كلٌّ منّا سيجد بداخله الشخصَ الذِي يبحث عنه , نحتاجُ فقط لأن نحبّنا و نتقبّلنا كما نحن 
أن نرتقِي بنَا لأجلنا أولًا , أن نفكّر بما سنشعر به قبل أن نفكر بما سيشعرُ به الآخرون , نحتاجُ لقليلٍ منَ الأنانية فقط مع ذواتنَا 
و كثير من العطَاء مع الآخر . . 
فالآخر هوَ جزءٌ منَ النّص و نحنُ النّص بأكمله , الآخر كيانٌ كنحنُ 
الآخر سيحبنَا إن نحنُ أحببنا ذواتنَا , سيتقبّلنا إن نحنُ تقبّلنا ذواتنا , سيحترمنَا إن نحنُ احترمنَا ذواتنا . . 

مُفردَة الآخر ليست كمَا يعتقد البَعض ! 
الآخر يتكوّن بتكوّن انطباعنَا عن أنفسنَا , 
بالرّسالة اللامرئية واللامحسوسَة التِي نطلقهَا نحنُ دونَ أن يشعر الآخر فيقوم بالتجَاوب معهَا . . 
في كلّ شخصٍ منا عدة مناطق 
حاول أن ترى نفسك من خلال هذه المناطق , اكتشف نفسك و كَن بقمّة فضولك 
لَن يُسعدك شخصٌ آخر إن لم تتقنْ أنتَ لغة سعادتك , فالسعادةُ تنتقلُ بالعدوَى 
سيشعر الآخرون بالسعادَة معك , ستحلّق روحكَ في المكَان الذِي تجلسُ فيه و ستصعد معكَ الأرواح تتوق إلى عناقكْ . . 
جرّب أن تفرح بالوقت الذِي تخلو بهِ مع نفسكْ , حتّى و إن لَم تقمْ بشيءٍ مسلٍّ 
يكفيكَ بأن تتوقُ لمجالستكْ والاستماع إلى أفكارك , ومحاورةِ قلبك , وتذكّر الأشياء الجمِيلة التِي تمرّ في خيالك . . 
ابتعد قليلًا عن نفسكْ , وعُد إليها بشوق , افعلِ الأمور الرّوحانية التِي تزيدُ مِن سعادتك وراحتك 
رتّل القرآن بصوتٍ مسموع , صلّ بانسجَامٍ تام , أطلِ السجود 
كلّما أردتَ أمرًا ادعُ بهِ , مهمَا كان صغيرًا اطلبه من الله , ستسعدُ أكثر . . 

لا تتذمّر من كثرة المشَاكل وتعاقبها عليك , كُن على يقينْ بأن لكلّ مشكلةٍ حلّ 
وهذا ماسيحدث إن أنتَ فكّرت مليًّا في المشكلة التِي تقع بهَا , وتؤمنُ بأن الفرج قريبْ 
و بأنها و إن طَالت فسيكشفُ الله عنِ الحلّ دونَ أن تشعر , فقطْ اجعل صلتك به دَائمَة , وستسرّ بعطَائه وخفيّ لطفه . . 

ادعُ لأصداقئك المقرّبين لكلّ من لهُ ذكرى حسنة معك , فالدعاء سيردّ لكَ , ودعوَة في ظهر الغيبِ مُجابة 
تذكّر الأشخاص المرحِين , واذكر مواقفهم معك , وكمَا تشتَاق إليهم اجعل لنفسكَ نصيبٌ من هذا الاشتياق . . 

جرّب التغييرَ دائمًا , فلذّةُ التغيير لا تضاهيهَا لذة , غيّر مِن مكان جلوسك الدّائم 
منَ الألوان التِي اعتدت على ارتدائها , غير مِن أثاث منزلكْ 
غير مِن رائحة عطرك , غيّر من أكلك و مِن شربك 
اجعل لكَ نظامًا مُختلفًا كلّما أحسست بأنك بدأت تشعرُ بأن حياتك تسير على روتين واحد 
اكتب في مذكّرتكَ , ثمّ اتركها لوقتٍ بعيد , ستقوم بقراءتها بعدَ فترة وأنتَ تشعرُ بأنك شخصٌ آخر . . 

تكلّم إلى الأشخاص الذِي يجيدون سماعكْ والإصغاء إلى مشاعرك , حدّثهم و شاركهم الأشياء البسيطة التِي تقوم بهَا 
فتواصلكَ مع الآخرين و لا سيمَا المحبّبين إليك يجعلكَ أكثرُ نشوَة واحتفاظًا بما فيكَ من طمأنينة . . 

مُجالسة كبار السن تُضفِي نكهةً جمِيلة , والاستماع إلى ذكرياتهم يأخذك إلى عالمٍ آخر 
عالمٍ نرَاه فقط خلف الشاشات , استمع إلى حكاياهُم , دعهم يحدّثونك عن الأشياء الجمِيلة 
دعهم يضحكونَ معك , فالكبارُ في السن لايضحكون إلا مع من يشعرُهم بأهميّة ما يقولون 
يسعدُون لمَن يخرجُ من زحامِ عصرنا إلى هدوءِ عصرهم و بساطةِ حياتهم 
يشعرونَ بسعادَة كسعَادة الأطفَال وقتَ الحدِيث عنْ ألعابهم و أحلامهم . . 

اجعَل لكَ حُلمًا تتمنّى تحقيقه , فجمَالُ الحياة هو في الأحلام التِي نعيشُ لأجلها و نشتاق إلى وقت تحققها 
اجعَل لكَ حلمًا عندمَا تُسأل عنه تبرقُ عيناك بأملِ الوصول إليه , فعندمَا يكونُ لكَ حلم ستشعر بأن شيئًا ثمينًا ينتظركَ 
وأنّك كلّما أغمضت عينيك ستصحو على أملِ تحقّقه يومًا مّا , ناهيكَ عن السعادَة التِي ستجتاحُ كيانك عندمًا تلمسُ حلمكَ على أرض الواقع . . 

انظر إلى عينيّ طفل , و راقبْ تصرّفاته , فالأطفال هُم الوحيدون الذين يتصرفون على سجيّتهم 
و تعلّم كيف تكونُ شفافًا مثلهم , كيفَ تبوح بمشاعركَ بسهولةٍ بعيدًا عنِ تعقيدِ الغموض وسُلطةِ الكتمَان 
راقبهم وهُم يطلبون من والديهم حلوَى أو لعبة , وهُم يدركونَ تمَامًا بأنهم سيحصلون علَى مايحبّون فقط من الأشخاص الذِين يحبونهم 
راقبهم عندمَا يضحكون و بالبريقِ الذِي يلمعُ فِي أنظارهم , فأبسط الأشياء قد تُسعدهم و إن كانت ضحكة أو صوتٌ صادر بشكلٍ فكَاهيّ 
وكُن مثلهم اضحك لوشوشةِ العصافِير , ولميلان الغصنِ , ولدنوّ الأوراق منك . . 

ببسَاطة اسعدُوا لتُسعدوا , و أوّل من يجدرُ بكم إسعاده هوَ أنتم , أسعدوا أنفسكم بشتّى السّبل 
و كلٌّ لا بدّ أن يجدَ الطرِيقة التِي يَسعدُ بها و يهنأ ♥

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشخصية الهذائية

المراهقون و لغات الحب الخمس

الإفصاح عن الذات