الإفصاح عن الذات
الإفصاح عن الذات (self-disclosure) :
(جوهر الاتصال الشخصي)
تشكل المحادثات العابرة معظم الاتصالات الشخصية التي نعقدها مع الأشخاص من حولنا .
فها نحن نتحدث مع زملائنا عن مباراة كره القدم التي شاهدناها بالأمس ,أو مع بعض الغرباء حول حاله الطقس هذه الأيام , وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا النوع من المحادثات كأساس للتفاعل مع من حولنا من أفراد المجتمع ,إلا أنه لا يكفي لإشباع حاجتنا نحو إقامة علاقات مع الأشخاص المقربين منا نستطيع من خلالها الإفصاح عن ذواتنا والتعرف على احتياجاتنا ورغباتنا في الحياة.
ما هو الإفصاح عن الذات ؟
الإفصاح عن الذات هو عمليه يقوم الفرد من خلالها بإفشاء بعض المعلومات الشخصية لفرد آخر دون غيره من أفراد المجتمع ,, فهو بذلك يعكس طبيعة العلاقة(التبادلية) للاتصال الشخصي .
فعندما يفصح الطرف الأول عما يدور في خلده يظهر الطرف الثاني الاهتمام والتفهم لما يقوله زميله ,وبالتالي تحدث عمليه الاتصال بين الطرفين بشكل آني ومستمر.
لمن نفصح عن ذواتنا ؟
نحن نعتمد على خبراتنا السابقة في اختيار الشخص المناسب لهذا النوع من الاتصال الشخصي . فكلما زادت ثقتنا في شخص ما , كلما ازداد مقدار ما نفصح له من معلومات عن ذواتنا . وعادة ما تكون هذه الثقة مبنية على مدى تقبلنا لردة فعله المتوقعة تجاه المعلومات المفصح عنها ..!
كيف نفصح عن ذواتنا ؟
يختلف الأفراد في مقدار ما يفصحون به من معلوماتهم الشخصية للآخرين . فقد ذكر العالمان جوزيف لوفت وهاري إنجهام :
أن الفرد لا يدرك جميع المعلومات المتعلقة بذاته, كما أن الآخرين لا يدركون جميع المعلومات المتعلقة بذلك الفرد .
ولتوضيح كيفية حدوث عمليه الإفصاح عن الذات فقد طور العالمان نموذجاً أطلقا عليه لقب (( نافذه جوهاري)) ((Johari Window)) حيث تم تقسيم الذات البشرية إلى أربع مناطق رئيسية .
1/ المنطقة المكشوفة:
وتحوي معلومات لا يمكن للفرد إخفاؤها عن الآخرين , مثل لون الشعر والمظهر العام والوظيفة , إضافة إلى معلومات يقدمها لهم طواعية .
2/ منطقه الأسرار :
وتحوي معلومات يتعمد الفرد إخفاءها عن الآخرين , فهناك أمور لا نريد للبعض أن يعرفها عنا , وبالتالي نسعى إلى حجبها عنهم , فعلى سبيل المثال قد يخفي الطالب عن والديه أن النتيجة السيئة التي حصل عليها في امتحان ما كانت بسبب تقصيره في الدراسة بينما لا يجد حرجاَ من ذكر هذا السبب لأصدقائه المقربين .
3/المنطقة العمياء :
فهناك معلومات لا نعلمها عن أنفسها لكنها ظاهرة للآخرين , فقد يظن الواحد أنه قائد غير ناجح بينما يرى زملاؤه تحليه بمهارات قيادية فذة
ولعل أوضح مثال على ذلك نزوع بعض الأشخاص إلى تكرار كلمة معينه بشكل مستمر أثناء حديثهم (مثل تكرار كلمه "يعني" أو "في الحقيقة " ) أو إحداث حركه لا إرادية عندما تسلط عليه الأنظار (مثل هز الركبة أو ابتسامة صفراء ) .
4/المنطقة المجهولة :
وهي منطقه غير معروفة من الجميع وتمثل جميع أبعاد شخصياتنا والتي لم يتم اكتشافها حتى الآن . فقد يظن الواحد منا أنه شجاع إلى أن يتعرض لخطر محدق فيكتشف خلاف ذلك .
وتجدر الإشارة إلى أن مساحات الإفصاح وعدم الإفصاح الخاصة بالفرد تختلف باختلاف الشخص المقابل , بل إنها تختلف مع نفس الشخص من وقت لآخر .
فكلما ازدادت درجه الثقة بين طرفي الاتصال , كلما ازدادت مساحة المنطقة المكشوفة , وهذا لا يعني بأن الفرد سيقوم بالإفصاح عن معلومات أكثر للشخص المقابل فقط , بل إنه على الأرجح سيكتشف أموراً أخرى في ذاته لم يكن يعرفها من قبل . وتزداد مساحة هذه المنطقة كلما كانت العلاقة مع الآخر أقوى .
عوائـــــــق الإفصـــــاح عن الــــــــذات :
كثيراً ما يتردد الإنسان في الإفصاح عن ذاته للآخرين خوفا من العواقب التي قد يجنيها من وراء ذلك ومنها :
• الخوف من ظهور عيوبك للآخرين : فالإفصاح عن الذات سيظهر للطرف الآخر القصور في شخصيتك أو في المهارات التي تتمتع بها . وهذا ما يدعو كثيرا من الرجال إلى التردد في طلب المساعدة عندما يضلون الطريق لكي لا يظن الطرف المقابل أنهم تائهون أو أنهم لا يملكون القدرة على تحديد الاتجاهات .
• الخوف من أن يصبح رفيقك ناقداً لك :
فعندما تطلع شخصا ما على نقاط ضعفك فإنك بالتالي ستصبح عرضة لهجومه عليك .
المثال التالي يوضح هذا المعنى :
ذات يوم أطلع حسام زميله محمود على سر دفين كان قد خبأه عنه لسنوات عديدة . فقد تسبب وهو في مقتبل عمره في حادث سير أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص . كم كانت تلك الحادثة مؤلمه لحسام مما دفعه إلى الإفصاح عنها لصديقه العزيز ليخفف عليه ثقل الهم الذي أصابه . ويعد مرور فترة من الزمن
حدث خلاف بين الزميلين , وكان محمود غاضباً جدا فقال لحسام : " أنت إنسان متهور وقاتل وتستحق السجن مدى الحياة " !!
•الخوف من أن تفقد شخصيتك :
فالبعض يرى أن هناك بعض الأمور الخاصة بهم والتي لا ينبغي لأحد أن يطلع عليها . وقد يكون هذا الخوف ظاهراً لدى الشباب والشابات في مرحلة المراهقة بصورة أكثر حيث تزداد رغبتهم في الاعتماد على أنفسهم واتخاذ قراراتهم الخاصة دون الرجوع إلى الوالدين أو الأخ /الأخت الكبرى .
•الخوف من أن تفقد زميلك :
فقد يكون لدى أحدهم سر دفين لو أطلع عليه زميله لربما أدى إلى ابتعاده عنه أو إلى إنهاء الصداقة التي بينهما . لذا فقد يتردد في إخبار زميله مثلا بأنه كان يتعاطى المخدرات عندما كان شاباً خوفا من أن يؤدي الإفصاح عن هذا السر إلى فقد ذلك الصديق لأي ردة فعل كانت.
متى يكون الإفصاح عن الذات مناسبا ؟
نحن نفصح عن ذواتنا فقط للأشخاص المهمين بالنسبة لنا . كما أن الأشخاص الذين لا تربطنا بهم علاقة وطيدة سيشعرون بعدم الارتياح عندما نبوح لهم بمعلومات خاصة بنا . لذا فعلينا الانتظار حتى نتأكد من أن العلاقة قد تطورت إلى الحد الذي يسمح بتبادل المعلومات الشخصية بين الطرفين .
وحتى تنجح عمليه الإفصاح عن الذات فلابد أن تحدث من كلا الطرفين . إذ أن إفصاح أحد الأطراف عن معلوماته الخاصة دون أن يطلع على المعلومات الخاصة بالطرف الآخر سوف يؤدي غالباً إلى عدم استمرار هذه العلاقة .
إن الإفصاح عن الذات يساعد على نمو و تطور العلاقات بين الأشخاص كما أن الإفصاح غير المناسب يمكن أن يسيء إلى تلك العلاقة .
وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك على تحديد الوقت والكيفية المناسبين للإفصاح عن الذات :
1/ اختر السياق المناسب :
يجب أن توافق كمية ونوع المعلومات المفصح عنها مع حالة الاتصال والمحددات الاجتماعيه .
لننظر سوياً إلى المثال التالي :
كنت جالساً في كفيتيريا المصنع مع بعض زملائي المهندسين لتناول وجبه الغداء , وكان الحديث يتناول الموضوعات التقليدية :
أداء العمل , سوء الوجبات في الكفتريا , جداول الإنتاج والصيانة . وقد اعتذر بعض الزملاء قبل انهاء وقت الراحة بخمس دقائق وبقيت وحيداً مع مهندس جديد انضم إلى الشركة في الأسبوع الماضي . كانت هذه أول مره أتعرف عليه , فقررت أن أبدأ معه الحديث قائلاً : " كيف وجدت وجبه الغداء ؟ " صمت الرجل للحظة ثم قال : " أنا عندي مشكله مستعصية في جهازي الهضمي . تخيل أني لا أستطيع أن أبقي الطعام في معدتي أكثر من خمس دقائق . أنا عندي مشكلة استفراغ مزمن "
كان ذلك بالتأكيد أكثر مما أردت سماعه ..!!
قبل الإفصاح عن معلوماتك الخاصة
ضع في اعتبارك الوقت والمكان والمزاج ونوع العلاقة مع الشخص أو الأشخاص المقابلين . ففي المثال السابق اختار المهندس الجديد
-الوقت الخاطيء (لأنه بقيت دقائق معدودة على انتهاء فتره الراحة )
-والمكان خاطىء (الناس عادة يتجنبون الحديث عن مشاكل الجهاز الهضمي على طاولة الطعام )
-والمزاج الخاطىء (كان الحديث السابق حول معلومات عامة تتعلق بالمطعم وليس معلومات خاصة )
-والعلاقة الخاطئة (الإثنان بالكاد يعرفان البعض ) للإفصاح عن هذه المعلومات الخاصة والمتعلقة بمشاكله الصحية .
إن الإفصاح الذي لا يتوافق مع الظروف المحيطة غالباً ما يكون مصيره الإهمال مما يؤدي إلى شعور الفرد بالألم والأسى .
2/ تدرج في الإفصاح وفقاً لتطور العلاقة :
في معظم الحالات تتطور العلاقات بين البشر من خلال تدرج طرفيها في الإفصاح في فترات متباعدة ويكون عادة مختصراً وفي موضوع محدد .
ولكن مع تطور هذه العلاقة يصبح الإفصاح أكثر تكراراً وفي موضوعات مختلفة وعادة ما تكون خاصة في طبيعتها . فعلى سبيل المثال , إذا كنت في علاقة حديثة فيمكنك الإفصاح عن معلوماتك غير الخاصة كبطاقتك التعريفية (الاسم ,العمر , المولد ,....).
ومع تطور هذه العلاقة ستستطيع الإفصاح بالتدريج عن معلوماتك الخاصة , مثل هواياتك طعامك المفضل , أنواع الترفيه التي تناسبك , طموحك الشخصي , وأخيراً مشاكلك وهمومك .
إن الإفصاح عن معلومات أكثر غزارة مما يتوقعه الطرف الآخر يعرض العلاقة للخطر إذن أنك ستجبره على اتخاذ قرار سابق لأوانه إما بقبول أو رفض هذه العلاقة .
3/ استخدام الإفصاح المتبادل (Reciprocal):
عندما يفصح الفرد عن بعض المعلومات الخاصة لصديقه فهو يتوقع منه أن يفعل الشيء نفسه . ونقصد بالإفصاح المتبادل التوافق بين طرفي العلاقة في عدد مرات الإفصاح ودرجة الخصوصية في معلومات المفصح عنها . فالعلاقة التي يتم فيها الإفصاح من شخص واحد فقط هي علاقة غير متوازنة وليست حميمة كتلك العلاقة التي يتساوى فيها الطرفان في الإفصاح عن معلوماتهم الخاصة .
وبالمثل , فإن درجة المودة التي يكنها الفرد لصديقه يجب أن تتوافق مع درجة الإفصاح التي يستخدمها الطرف المقابل في حديثه معه . فإذا كانت المعلومات المفصح عنها سطحية (نوع الطعام الذي يفضله ) فقد يكون من الأسبق لأوانه أن يفتح له قلبه ويبث له همومه وأحزانه . إن الإفصاح المتبادل له فوائد كبيرة في قياس درجه ارتباط الاثنين بهذه العلاقة . فمن خلال تبادل الإفصاح عن المعلومات فإن الاثنين يخبران بعضهما البعض بأنهما ملتزمين بهذه العلاقة .
4/استخدام الإفصاح لتدعيم العلاقة :
تذكر أن الإفصاح عن الذات يتطلب بعض المخاطرة , إذ إنك لن تعلم ردة فعل الطرف الآخر إلا بعد أن تحدثه بما تريد . فإذا أردت تجنب هذه المخاطرة فقد يكون من المناسب أن تحدث الطرف الآخر عن الموضوع بشكل عام ومن ثم تلاحظ ردة فعله قبل أن تحدثه عن خبرتك الخاصة في هذا الموضوع . لنبحث عن دوافعنا للإفصاح عن الذات . لنسأل أنفسنا لماذا نريد أن نطلع الشخص المقابل على هذه المعلومة بالذات؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تطوير العلاقة معه أم العكس ؟
كل منا يحمل أسراراُ لعل من الأنسب إبقاءها كذلك .فإطلاع الآخرين على هذه الأسرار قد يعود بالضرر علينا أو يضعف ثقة الشخص المقابل فينا . فعلى الرغم من أن بعض الأسرار تكون ثقيلة جداُ لنتحملها لوحدنا , إلا أنه قد يكون من الأفضل للمحافظة على العلاقة عدم الإفصاح عن هذه الأسرار للطرف الآخر
معظم الناس موهوبون في تقنيع ما يشعرون به فعلاً.
إن تواصلك مع الناس بالحقيقة الكاملة حول مشاعرك أمر في غاية الأهمية , وهو الخطوة الأولى في عملية التخفف من التوتر الانفعالي و إثراء علاقاتك مع الآخرين , و قبل أن تستطيع إيصال حقيقة مشاعرك للآخرين , عليك أن تعرف بدايةً ما هي مشاعرك الحقيقية .
كبشر نحن خبراء في إخفاء حقيقة ما نشعر به , و نصبح موهوبين في تقنيع ما نشعر به فعلاً من الداخل , بذلك ينتهي بنا الأمر أن نخفي و نقمع حقيقة ذواتنا و ما نحن عليه فعلاً.
قد تصبح جيداً جداً في إخفاء حقيقة نفسك لدرجة أنك تبدأ بتصديق أكاذيبك الخاصة حول نفسك , و أخيراً تفقد الاتصال بما تشعر به فعلاً و حتى لو حاولت قول الحقيقة حول ما يدور في الداخل لن تستطيع.
إن قدرتك على الشعور بالحب تتناسب بشكل مباشر مع قدرتك على إيصال حقيقة مشاعرك للآخرين, كلما كان هناك حقيقة وصدق في حياتك كلما خبرت حباً أكثر. العلاقات الصادقة و التي يصحبها تواصل مباشر وفعّال هي من النوع الذي ينمي الحب و تقدير الذات.
في كثير من الأحيان ننخرط في علاقات عديدة حتى نحمي أنفسنا من الحقيقة , ولدينا شعار يقول: (إذا لم تخبرني الحقيقة فأنا لن أخبرك الحقيقة) هذه العلاقات تبدو سهلة و مريحة ولكنها لا تعمل لصالح زيادة حبك لذاتك و شعورك باستحقاق السعادة.
تأثير الجبل الثلجي :
إن الخطوة الأولى في إخبار الحقيقة الكاملة هي أن تعرف أولاً ما هي الحقيقة ؟ فالبعض منا غير مهتم بالحقيقة الكاملة حول نفسه ومشاعره , هذه الحالة تسمى بالجبل الثلجي .
إذا وقفت على قمة جبل ثلجي يطفو على سطح المحيط فأنت سترى فقط عُشر واحد من تسعة أعشار من الثلج تحت سطح الماء. مشاعرك تشبه ذلك الجبل معظم الوقت , حيث أن كسر واحد فقط مما نشعر به حقاً يظهر للآخرين و لعقلك الواعي أيضاً , و بينما الأساسيات من مشاعرك تكون مختفية عميقاً في داخلك فإنه يصعب عليك التواصل كاملاً مع مشاعرك الحقيقة لأنها لغز غامض و قديم جداً حتى بالنسبة إليك.
العيش في قلبك وليس في عقلك :
كبتك لمشاعرك في الواقع هو حيلة دفاعية نمت معك طوال السنين , لأنك غير قادر على التكيف و التعايش و التعبير عن حقيقة ما تشعر به , فقد تعلمت إخفاء هذه المشاعر عميقاً في داخلك متمنياً لو أنها تذهب بعيداً و حسب.
خلال سنوات عديدة من التجاهل و القمع لمشاعرك, فقد بدأت تكتسب العادات المؤسفة والغير صحية للقمع الأتوماتيكي , و المشاعر الغير آمنة و الغير مقبولة والمحيرة. أنت تعلمت فقط التعبير عن المشاعر التي لن تزعج أو تهدد حياتك أو حياة الآخرين وبالتالي تأمين التقبل و الأمن عند التعبير, و تصبح غريباً عن مشاعرك الخاصة , و تبدأ بتعديل مشاعرك في ذهنك بدل أن تشعر ببساطة و تلقائية مباشرة من قلبك .
مشاعرنا كالجبل الثلجي , فنحن بشكل عام نظهر نسبة بسيطة جداً و البقية تبقى مطمورة تحت السطح.
ما الذي تشعر به حقيقة ً
إن البحث عن المشاعر المدفونة عميقاً و إيجادها مهم جداً لنموك , لأنك و بشكل قاطع حين تقمع مشاعرك وتدفنها فأنت تفقد الاتصال مع من تكون حقيقةً و ماذا تريد فعلاً في هذه الحياة .
بعد سنوات من البحث في المشاعر الإنسانية توصلت إلى خريطة عالمية للمشاعر الإنسانية لتساعد الناس على فهم المتاهة الخاصة بمشاعرهم. عندما تكون محبطاً أو غير قادر على التكيف الانفعالي لموقف ما تواجهه , فأنت تعبر لا شعورياً عن مستويات مختلفة من المشاعر في الوقت نفسه , وهذه المستويات هي :
1-الغضب, اللوم والاستياء.
2-الألم ,الحزن و خيبة الأمل.
3-الخوف , عدم الأمن .
4-الذنب, الندم و الأسف.
5-الحب , التفهم و التسامح و الرغبة.
الحقيقة الكاملة لها مستويات مختلفة, و من الطبيعي جداً أن يكون هناك العديد من المشاعر المتصارعة في الوقت نفسه .
بالتعبير الكامل عن كل ما تشعر به من مشاعر سلبية, تستطيع أن تعيش الحب و التفهم بتلقائية و بساطة .
إن الحقيقة الكاملة حول ما تشعر به لها مستويات عدة , و من الطبيعي أن تكون مهتماً بواحد منها فقط في ذلك الوقت و الباقي منها موجود ولا تهتم له . إذا كنت تستطيع أن تعبر بالكامل عن هذه المستويات و أن تشعر بها فإن الإحباطات الانفعالية جميعها ستحل بسهولة , كل واحدة من هذه المشاعر يجب أن يشعر بها الفرد و أن يعبر عنها بالتكامل الناجح للعملية , و إذا لم يكن كذلك فإن الإحباطات الانفعالية حول أي نوع من المشاعر لن تحل بالكامل و قد تقمع بداخلك , وتخلق المزيد من الحمل الانفعالي الذي تحمله معك من علاقة إلى أخرى .
إن معظم المشاكل في العلاقات تنشأ بسبب التواصل بالقليل من الحقيقة حول مشاعرنا الحقيقية , أي التعبير عن جزء منها فقط وليس كلها.
غالباً عندما يعبر الناس عن حقيقة مشاعرهم فهم لا يعبرون عن جميع المستويات ولكن يركزون على المستويات الأولى منها , ويتركون ما بعدها.
إن باطن المشاعر السلبية يحوي مشاعر إيجابية , فباطن الشعور بالغضب و الألم هناك الشعور بالحب والحاجة إلى الاتصال و القرب, فالأشخاص اللذين يغضبونك أكثر هم الأشخاص اللذين تهتم لهم أكثر , فعندما يقوم شخص ما بعمل شيء يعارض رغبتك في حب ذلك الشخص فإن أول أربع مستويات انفعالية تبدأ بالعمل فوراً و المشكلة تظهر عندما تعبر عن الغضب و الألم وتتجاهل التعبير عن الحقيقة الكاملة حول الحب بالداخل خلف هذه المشاعر. تحت سطح المشاعر السلبية هناك الحاجة للحب و الرغبة في التواصل , والطريقة الوحيدة لكشف الغطاء عن هذه الحاجة وهذا الحب هي الإحساس و التعبير عن المستويات الانفعالية السابقة لها و إخراجها للسطح ,,
إن الفشل في الإحساس و التعبير عن هذه المشاعر يمنعنا من التربيت على هذه الثروة الانفعالية الهائلة من الحب و الثقة داخل قلوبنا.
أن تكون عالقاً :
هل شعرت يوماً أنك علقت في الغضب حتى و إن كنت لا تود أن تبقى غاضباً ؟
هل شعرت يوماً أنك عالق في الحزن, الألم أو الاكتئاب و لا شيء يبدو قادراً على إخراجك من هذه المشاعر الكئيبة؟
هل شعرت يوماً قد تجمدت من الخوف و لا يهم كم حاولت لتخرج من هذا الإحساس و لم تستطع؟
هذه أمثلة بسيطة عن ما يحدث عندما لا تتقبل و لا تعبر عن كل المشاعر بداخلك , إن عدم قدرتك على التعرف على المشاعر بداخلك و التعبير عن حدتها بالكامل سيتسبب لك في أن تعلق في مستوى واحد من هذه المشاعر و يمنعك من الشعور الكامل بمشاعرك الإيجابية .
بينما نحن ننمو فقد تعلمنا بطرق مباشرة وغير مباشرة أن لا نعبر عن مشاعرنا بالكامل, تعلم الأولاد الصغار : (( الأولاد الكبار لا يبكون , كن قوياً)) , هذه الرسالة تعني أنهم ل يملكون الإذن لإظهار مشاعر التهديد التي يشعرون بها, و قد أعطوا الإذن بأن يكونوا عدوانيين , لأن من المفروض أن هذه هي الرجولة, في كثير من الحالات فقد تعلموا أن بإمكانهم إظهار غضبهم و لكن من غير الآمن لهم أن يظهروا الخوف أو الألم حتى لا يسخر منهم الأولاد الآخرين .
نتيجة لما سبق إذا شعر أحد الراشدين الرجال بردة فعل انفعالية قوية , فهو يميل لأن يبقى عالقاً في مستوى الغضب و اللوم حيث أنه من غير الآمن له أن يعبر عن المستويات الأخرى من التهديد.
غالباً ما يبقى الرجال عالقين في مشاعرهم الغاضبة حتى يهدأوا أو حتى يقمعوا هذه المشاعر بالكامل و يصبح من العسير الوصول إليها . عملت مع عدد لا يحصى من الرجال اللذين عندما أعطوا الإذن بالتعبير عن آلامهم و خوفهم و شعورهم بالذنب فقد شعروا براحة انفعالية وجسمية غير معقولة , تخلصوا من الغضب و شعروا بالحب من جديد.
إن العنف العائلي نتيجة حتمية للغضب الغير محلول بالداخل.
و للأسف إذا شعر أحد الرجال بالتهديد فإن آخر ما يشعره بالأمان عند فعله هو الاعتراف بأنه يشعر بالتهديد و الخوف و الألم , لذلك قد يتظاهر بعدم الاهتمام مما يجعله عالقاً في غضبه و إحباطه . البقاء غاضباً هو أحد الطرق الشائعة لمقاومة ما نشعر به من الألم او الحزن, فأكثر الناس غضباً اللذين أعرفهم هم أكثر الناس آلاماً من الداخل , كلما صرخوا أعلى و تكلموا بعنف , كلما بكوا أكثر و لمدة أطول إذا أعطوا أنفسهم الفرصة لذلك .
إذا كنت تغضب أكثر مما تريد , فعليك أن تتعلم البكاء من جديد ....
بالتعبير عن الألم و الشعور بالذنب اللذين يختبآن خلف غضبك , فإنك ستستطيع أن تزيل الغضب بكل سهولة , و أن تسمح للحب بالتدفق من جديد في حياتك ....
بالنسبة لمعظم السيدات فإن الوضع على العكس تماماً , فقد تعلمت الفتيات الصغيرات بشكل عام أن لا يعبر نهائياً عن الغضب أو الاعتراض, فمن غير اللائق أن تغضب المرأة أو تصرخ – بابا لن يحب هذا, وكذلك بقية الرجال.
معظم النساء تعلمن أن بإمكانهن التعبير عن التهديد, فهن يستطعن أن يبكين قدر ما يشأن , و قد تمت برمجتهن ليشعرن بالخوف, إذن فهي كراشدة عندما تشعر بشيء مؤلم يحدث لها فهي ستميل للبكاء و الشعور بالخوف , لكنها قد لا تحاول أبداً أن تعبر عن غضبها .
إن البكاء و الانتقاد ما هو إلا غطاء خارجي لما تشعر به المرأة و تظل عالقة في حزنها , و قد تصبح هيستيرية . عملت مع عدد غير محدود من النساء ممن كن يشعرن أنهن عالقات في حزنهن و ألمهن, وبعد تعليمهن كيف يعبرن عن غضبهن كنت أتفرج عليهن و هن يتعالجن و يشعرن بالحياة بإعجاز , محبات و أقل انتقاداً لكل شيء .
إذا كنت غير قادر على التعبير عن غضبك بالكامل ( بطريقة غير هادمة بالطبع) قد تمشي هنا وهناك وأنت خائف , قليل الحيلة , و تشعر بالاكتئاب معظم الوقت.
الاكتئاب ليس مشاعر حزن شديدة , إنه غضب مكبوت و الذي أرجعته لنفسك .
إن الأشخاص المكتئبين غالباً ما يشعرون بأنهم متعبون و لا يشعرون بطعم الحياة و ذلك لأنهم يستخدمون معظم طاقتهم النفسية حتى يمنعوا غضبهم وسخطهم هذا من الخروج للخارج , إذا كنت مكتئباً بشدة , عليك أن تعمل على إصلاح علاقاتك القديمة و معالجتها أولاً عن طريق التعبير عن غضبك للآخرين , وبعد ذلك بالتعبير عن غضبك لنفسك , أن ترجع بطريقك من خلال جميع المستويات الانفعالية حتى تصل إلى الحب و التسامح .
عندما تقمع مشاعرك السلبية فأنت أيضاً تقمع قدرتك على الحب .
ماذا يحصل عندما لا تعبر عن مشاعرك كاملة
إن عدم توخي الصراحة في العلاقات كعدم ري النباتات بالماء و بذلك تنتهي بقتل شيء كان حياً و ينمو . إن النتيجة الحتمية لإخفاء الحقيقة عن شخص ما تهتم لأمره هي إخفائك للحب عنه بالمقابل , و بعد فترة من الوقت في علاقة ما حيث لا يعبر عن حقيقة المشاعر فإنك ستنظر للخلف و تتساءل : (( ماذا حصل لكل تلك المشاعر الفياضة؟ أين اختفى ذلك السحر؟ )) و الجواب هو أن ذلك السحر قد تم دفنه تحت أكوام من المشاعر المخفية و التي لم تصل إلى الطرف الآخر , أنت ببساطة لا يمكنك قمع مشاعرك السلبية (الغضب, الخوف, الألم , الذنب) و تتوقع من المشاعر الإيجابية أن تبقى حية.
عندما تتجاهل و تخدر نفسك لمشاعرك الغير مرغوبة , فأنت تتجاهل و تخدر قدرتك على الشعور بمشاعرك الإيجابية حتماً.
إن التأثير طويل المدى لعدم تعبيرك عن مشاعرك الحقيقية لنفسك و للآخرين و دفعك مشاعرك للأسفل حتى تقمع هو أن تخسر قدرتك على الشعور بمشاعرك الإيجابية كالمتعة, الإثارة و العواطف . يعرف القاموس العواطف على أنها (( المشاعر القوية)) , ففي كل مرة تقمع فيها المشاعر التي لا تريد أن تتعامل معها , فأنت بنظام معين تدمر قدرتك على الإحساس , ومرة بعد مرة أنت تقتل العواطف في جميع علاقاتك.
إن القمع يجعلك تتجاهل كلاً من مشاعرك الإيجابية و السلبية تلقائياً.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إن مشاعرنا أصدقاء لنا
إن القدرة على الإحساس بمشاعرنا هبة من الله نتقاسمها جميعاً كبشر , غالباً نحن لا نحب ما نشعر به , كل شعور له غاية و سيظل موجوداً إلى أن تفهم تلك الغاية و تعرفها , فمشاعرك هي رسائل من عقلك الباطن لعقلك الواعي حتى تحصل على الرسالة التي ستنتظر بصبر على بابك حتى تفتح لها .
ما هي الرسائل التي ترسلها لك مشاعرك :
الغضب : يظهر ليخبرك أن ما يحصل لك غير مرغوب.
الألم و الحزن : يظهر ليخبرك بأنك ضيعت أو تركت شيئاً أنت تحتاجه أو تريده.
الخوف : يظهر ليحذرك من احتمالية الفشل , الخسارة أو الألم .
الذنب : يظهر ليذكرك أنك بطريقة ما تعتبر مسئولاً عن التسبب في نتيجة أو موقف غير مرغوب فيه.
لكي تفهم مشاعرك و تعرف ما الذي تود قوله لك عن حياتك عليك أن تعبر عنها فأنت تستطيع أن تفهم ما هو قابع داخلك ولم تعبر عنه.
ألم تلاحظ أنك بمجرد مناقشتك لمشكلة ما مع صديقك فإن الحل يظهر لك مباشرة؟
خلال التعبير عن حقيقة ما تشعر به بالكامل , فأنت ستستطيع أن تدرك الحب الذي يعتزم الخروج من تحت تلك المشاعر السلبية جميعها .
فنيات التعبير الحقيقي و الكامل عن المشاعر
1-فنية التكرار:
إن أول فنية عليك أن تبدأ بالتدرب عليها في علاقتك تسمى (( التكرار)) و هذه الفنية تستند إلى القاعدة التي تقول :
إن التكرار يذيب التوتر و يخلق مجالاً للتواصل.
إن التكرار ليس غريباً عنك في الواقع , فهو إحدى الطرق الأساسية التي تعلمت بها العديد من المهارات عندما كنت صغيراً, كانت أمك تقول لك ((ماما)) و أنت بالتالي تحاول تكرار و إتباع صوتها و نتيجة لاستجابتك لها فأنت تحس بأنك أقرب لها و تشعر بالمزيد من حبها و تقبلها لك .
عندما يكرر أي شخص أحاسيسك ستشعر بأنك تتحرر منها , فإذا كنت حزيناً و مكتئباً و شاهدت أحداً على التلفزيون حزيناً و مكتئباً فإنك ستشعر بتحسن لو لاحظت ذلك .
كيف يعمل التكرار؟
تستطيع استخدام هذه الفنية في علاقاتك مع الآخرين حتى الأطفال للتخلص من التوتر ببساطة عندما تشعر بالتوتر قد بدأ يتراكم بينك وبين الشخص الذي أمامك توقف عن الجدل أو أي شيء و أبدأ فوراً بالفنية و أبدأ بنفسك وحاول تكرار مشاعره , فبمجرد وجود شخص من الخارج يشرح مشاعرك الخاصة يجعلك تشعر بالارتياح و يسمح لك بالتحرك إلى مستويات أعمق من الوضوح والتقبل .
إن فنية التكرار تسمح لك بأن تشعر بمقاومتك ثم تزيلها , في البداية قد يكون من عدم المريح تكرار مشاعر الآخر و قد لا ترغب في التكرار حيث أن هناك مشاعر تقاومها.
بالاستمرار في التدريب على هذه الفنية سوف تحرق مقاومتك وبالنتيجة تكون أقرب إلى شريكك و أيضاً تساعده على الشعور بالراحة .
إذن تذكر, كلما قاومت التدريب أكثر كلما كان هناك حاجة أكبر للتدريب على هذه الفنية , و كلما شعرت أنك أفضل بعد ذلك.
كيف تتدرب على فنية التكرار:
الجزء الأول, إعطاء السطور:
1-كلما لاحظت أنك بدأت تقاوم شريكك أي كان , عليك أن تستأذن منه في أن تبدؤا في التكرار
.
2-أحدكم سيبدأ أولاً , فإذا كنت من سيبدأ اطلب من شريكك أن يشرح مشاعره\مشاعرها في أسطر و حاول أن تردد وراءه ما يقول بالضبط سطراً سطراً , تصرف و كأنك شريكك , لا تضحك أو تعلق على ما يقول شريكك العب دوره و حسب.
3-إن الشخص الذي يعطي السطور يجب عليه أن يشرح مشاعره الحقيقية و كاملة حول ما يشعر به , ويجعلها مفصلة في أجزاء واضحة ( بدءاً بالغضب و بعدها الألم , الخوف, الذنب و أخيراً الحب), في معظم الحالات يبدو كافياً أن تشرح القليل من مشاعرك حول كل نقطة و تكمل ببعض المشاعر الإيجابية.
4-و بينما أنت تستمع للأسطر الذي يقولها شريكك و تكررها , فأنت ستبدأ في تكوين فكرة واضحة عما يشعر به و ستبدأ أنت بإضافة أسطرك الخاصة بحالة شريكك و التي تعبر عن ما يشعر به و كأنك تبنيت أحاسيسه , في هذه اللحظة سيشعر شريكك بالارتياح و أنك بدأت تتفهم ما يشعر به هو .
الجزء الثاني , تبني أحاسيس شريكك :
1-عندما ينتهي شريكك من إعطاء السطور عليك أن تكرر ما قاله بدون أن يعطيك السطور , ليس عليك أن تكون موافقاً على ما يقول لتفهم شعوره أو لتشعر به , تخيل أنك أصبحت هو و تبنيت مشاعره و تفكيره , اشرح له بعد ذلك كل مشاعره و أحاسيسه انخرط في الأمر و ستجد نفسك بدأت تدعم شريكك و تضيف المزيد من التعليقات , أحياناً قد تحتاج لمساعدة شريكك هذا لا يهم فالتركيز هنا على أن تخبر مشاعره بدون أسطر .
2-في البداية قد تشعر بالمقاومة لتكرار الأسطر بعده , أكمل و حسب و كلما اتصلت أكثر بمشاعر شريكك عن طريق تكرارها و بصوت عالٍ فإن التوتر سيذوب و ستجد أن ذلك يسهل أكثر و أكثر أن تقول ما هو شعوره.
ملاحظة : إذا لم يصبح من السهل تكرار مشاعر شريكك بعد 3 أو 4 دقائق , و بدأت تشعر بالإحباط و الغضب فإن صراعك قد تفاقم خلف نقطة التوتر السطحي و لن يعمل التكرار , في هذه الحالة عليك باستخدام فنية كتابة رسالة الحب و التي ستذكر لاحقاً.
الجزء الثالث , التحويل :
عندما ينتهي أحدكم من التكرار لمشاعر شريكه , يجب عليكما تبادل الأدوار و من كان يردد السطور الآن عليه أن يعطي سطوراً تشرح مشاعره للشخص الآخر حتى يكررها كما فعل الشخص الأول في المرة الأولى.
3-فنية عمليات الغضب :
وجد أن هذه الفنية البسيطة فعالة في إزالة الغضب , و منع كراهية الذات و الشعور بالذنب . عندما تغضب من شيء ما فإن هذا الأمر يعزى إلى الإحباط لرغبتك في الحصول على أمر ما.
تستطيع بسهولة إزالة بعض التوتر المحيط بالغضب و الإحباط بالتعرف على الرغبة التي أحبطت والتعبير عنها .
عن طريق التعبير الكامل عن غضبك و لومك, تستطيع أن تشعر بما تريده فعلاً أو ما توقعته وتعبر عنه , عن الطريق الشعور برغبتك و التعبير عنها , بكل هدوء و طبيعية ستشعر أن هناك جزء منك يعرف و يقول : (( أنا أستحق الحصول على ما أريد)) , تحت كل ذلك الغضب هناك رغبة, و تحت تلك الرغبة هناك شعور بحب الذات و استحقاقها.
ما يلي سيساعدك في فهم خريطة الغضب :
الغضب و اللوم ,, لأنني لم أحصل على ’’’’’’’’’ و الآن أنا أريد ,,,,,,, لأنني أستحق
أنا (حب الذات , استحقاقها للأفضل, القوة الداخلية)
إن عمليات الغضب هي فنية تساعد على العودة إلى الوراء بخطواتك و تحويل غضبك إلى القوة الإيجابية في مصدرها الحقيقي.
تستطيع الآن أن ترى من الخريطة في الأعلى التتابع الواضح لطريقة كبتنا أو تعليبنا لغضبنا داخل ذواتنا. عندما تنكر شعورك بالغضب فأنت تبدأ أوتوماتيكياً بفقد الاتصال مع رغباتك و احتياجاتك الطبيعية , و تصبح ناكراً لرغباتك و احتياجاتك و تبدأ بنكران مشاعرك الداخلية الطبيعية الخاصة باستحقاق الذات و حب الذات و تقديرها.
عن طريق نكران غضبك فأنك تنكر مصدره, الذي هو مصدر الطاقة و الثقة و القوة الحقيقية داخلك , حتى تستطيع أن تكسب قوتك الداخلية من جديد تستطيع استخدام فنية عمليات الغضب لتشعر بتحسن في غضون دقائق.
لهذه الفنية ثلاث خطوات رئيسية:
1-الغضب من نفسك :
إذا عملت أي خطأ , ضيعت موعداً أو فرصة أو أحبطت نفسك استخدم خيبة الأمل هذه كفرصة لتغضب من نفسك, ابدأ العملية بالنظر إلى نفسك في المرآة و أنت غاضب من نفسك وقل :
(( أنا أعاتبك لأن ....))
(( أنا غاضب منك لأن ...))
((أنا لا أحب عندما..))
كن متأكداً من أنك تستخدم الضمير أنت بدلاً من أنا, فهذا يسمح للغضب بالخروج وعدم التمسك بالداخل, و بعد دقيقتين أو ثلاث من توجيه الغضب و اللوم انتقل للخطوة الثانية .
2-كن الدافع المحرك:
في هذه المرحلة أصبحت أنت الدافع المحرك لذاتك , وجه نفس الغضب , الطاقة في صوتك و أبدأ في قول ما تريد وما لا تريد :
((أريد منك أن تكون..))
(( لا أريد منك أن تكون..))
(( هلا فعلت ...))
بعد دقيقتين أو ثلاث من التدريب انتقل للخطوة الثالثة.
3-كن مشجع ذاتك ومقويها:
استخدم نفس النبرة في صوتك و تابع التعبير عن مشاعرك باستخدام حالات إيجابية و داعمة :
(( أنت تستطيع أن تكون..))
((أن تستحق أن تكون ناجحاً))
((أنت تستحق أن تكون محترماً))
(( أعتقد أنك الأفضل))
((أنا أحبك ))
(( الكل يحبك ))
هل لك ان تمديني بمراجعك التي اعتمدتها في هذا المقال الرائع ؟
ردحذفملخص من دراسة للدكتور سليمان عبد الرحمن آل الشيخ تجدينها كاملة بمستند وورد عند البحث عن كلمة الإفصاح عن الذات
حذف