علامات تحذيرية تخبرك بأن علاقاتك في خطر !
العلامات التحذيرية
العوامل الأربعة :
هناك أربع علامات تحذيرية في أي علاقة تظهر فوراً عندما يضعف الاتصال العاطفي, وبعدها تتجه بسرعة نحو فقدان الحب في تلك العلاقة, أسمي هذه العلامات (( العوامل الأربع(( هذه العوامل هي النتيجة الحتمية لعدم تعبيرك عن مشاعرك كاملة .
إذا كنت تريد تجنب فقدان الحب و العواطف في علاقاتك, و إذا أردت أن تبقى العواطف فيها حية يجب أن تبتعد عن الاحتجاز في هذه العوامل .
عندما تلاحظ أياً من هذه العوامل , فإن الوقت قد حان لتعبر فوراً عن حقيقة مشاعرك بالكامل .
هذه العوامل هي :
1-المقاومة .
2-الغيظ .
3-الرفض .
4-الكبت .
إن موت العلاقات ينشأ في أربعة عوامل هي المقاومة, و الاستياء, و الرفض, و القمع.
1-المقاومة :
في أي علاقة إنسانية طبيعية فإن هناك مستويات معينة من المقاومة بين الطرفين . تظهر المقاومة عندما تلاحظ أنك بدأت تقاوم شيئاً يقوله الشخص الآخر , أو يفعله أو يشعر به . تبدأ أنت في انتقادهم في داخلك , و قد تلاحظ أنك تدفع قليلاً .
مثلاً : كنت في مكان ما مع شريكتك و بدأت بسرد نفس القصة التي تسردها دائماً , قصة قد سمعتها مرات عديدة قبل ذلك منها, في هذه اللحظة تبدأ أنت بالشعور بأنك تقاومها و كأنه إحساس داخلك يقول : (( آه لا إنها تقول نفس القصة مجدداً)), إن الطريقة التي يتعامل بها معظم الناس مع المقاومة هي تجاهلها و اعتبار أنها غير موجودة , وقد يكون لديك أفكار تقول لك أن هذا غير مهم , أو لا تكن انتقادياً ..الخ من هذه الأفكار.
إذا لم تعبر عن مقاومتك بالكامل و لم تحل هذا الأمر مع شريكك فإن هذه المقاومة تترسب وتتحول إلى العامل الثاني وهو الشعور بالغيظ .
2-الغيظ :
إن الغيظ مستوى أكثر فعالية من سابقه , وهو مستوى متطور من المقاومة . يعبر عن النفور الشديد واللوم للشخص الآخر نتيجة لما قام به, و يبدأ الشخص الآخر بالغضب منك , وتجد نفسك سريع الغضب من أتفه شيء يحصل لك و قد تخرج الأمور عن سيطرتك.
إذا سمعت شريكتك تخبر نفس القصة من جديد في مرات قادمة بدون أن تعبر عن مقاومتك لها , سيأتي اليوم الذي لن تعود قادراً فيه على أن تشعر بالمقاومة فإنك ستستاء و تغتاظ حقاً و ستشعر بصوت يقول لك : (( أنا أكره عندما تبدأ بسرد هذه القصة, فهي تصبح غبية)) .
إن الغيظ هو عبارة عن خليط داخلي من الشعور بالغضب و التوتر , فأنت تنفصل عن شريكتك على المستوى الانفعالي, الغضب و الإحباط و الحدة في المشاعر و الامتعاض و الكراهية, جميع هذه المشاعر هي أعراض المرحلة الثانية , الشعور بالغيظ.
إن الغضب و الإحباط و الكراهية و الرغبة في الانتقام و الامتعاض و الحدة في المشاعر و اللوم و الكراهية جميعها أعراض للشعور بالغيظ المكبوت داخلك.
3- الرفض :
يظهر الرفض عندما تتراكم أكوام من المقاومة و الغيظ بداخلك فلا تعود قادراً على التواصل العاطفي مع الطرف الآخر و تبدأ بالدفع , فتنغلق عاطفياً , قد تقول لنفسك : (( لا أريد أن أناقش ذلك مجدداً )) , قد تترك الغرفة, أو تندفع خارجاً من المنزل , أو ببساطة قد تنغلق على نفسك و ترفض أن تتعرف على مشاعر الطرف الآخر أو لا تعره اهتماماً البتة.
من علامات الرفض أن لا تريد الاستمرار مع الطرف الآخر , أن تتحفز لأي وجهة نظر يتخذها الطرف الآخر , أن تحلم بأشخاص آخرين يملئون هذا الفراغ ,,إن الرفض نتيجة طبيعية لحملك غيظاً مكبوتاً لم تعبر عنه لشريكك , لم تعد قادراً على أن تكون قريباً من شريكك أو تبقى متصلاً به بدون أن تشعر بما هو مكبوت داخلك من التوتر و الامتعاض, لذلك فأنت تدفع هذه المشاعر بعيداً بالابتعاد عن شريكك لتحصل على السلام.
خلال هذه المرحلة الثالثة ستصبح حياتك على جميع الأصعدة و خاصة العاطفية والجنسية منها متدهورة بشكل كبير هذا إن لم تكن قد أصبحت كذلك مسبقاً, و قد تشعر بأنك مازلت تحب شريكتك و لكنك لم تعد منجذباً إليها كالسابق (( لم تعد واقعاً في الحب كما كنت)) , إذا كنت تؤمن بالطلاق أو الانفصال فإنك ستقع حتماً ضحية لهذه المرحلة , فالانفصال سيكون مؤلماً جداً و الأفضل من وجهة نظرك.
إذا لم تعبر للطرف الآخر عن الرفض الذي تشعر به و تحله معه , فأن مشاعرك هذه ستتراكم و تتحول إلى المرحلة التالية من التفكك وهي مرحلة الكبت.
4- الكبت :
الكبت هو الأكثر خطراً من بين العوامل الأربعة السابقة , فهو يظهر عندما تتعب كلياً من المقاومة والغيظ و الرفض , و قد قمت بنجاح بكبت جميع مشاعرك السلبية ولم تعبر عن أي منها ((لتحافظ على السلام)) من أجل الاستقرار العائلي أو حتى تنظر بشكل جيد للحياة.
في هذا المستوى الرابع تشعر بأن شيء ما يقول لك : (( إن الأمر لم يعد يستحق أن تقاتل لأجله , لننس الأمر برمته, أنا متعب للغاية لأتفاعل مع هذا الأمر)),
إن الكبت هو حالة من تجاهل المشاعر , فأنت تتجاهل نفسك و مشاعرك حتى تشعر بالراحة, وبالتالي يتسرب هذا التجاهل إلى بقية جوانب حياتك , فتفقد حيويتك و حماسك, فتصبح الحياة مملة و غير متجددة, وهذا ليس مؤلماً و لكنه ليس ممتعاً أيضاً و قد تشعر بأنك متعب من الناحية الجسمية معظم الوقت.
إن ما يجعل من الكبت أمراً عويصاً هو أنه لا يبدو على الفرد من الخارج أي شيء إطلاقاً , فقد يظهر الأزواج في هذه المرحلة سعداء , و قد يكونون لطفاء تجاه بعضهم البعض و مؤدبون, و قد لا تحصل الخناقات و المشاكل إلا في النادر , و قد تعتقد أن علاقتهم رائعة حتى يأتي اليوم الذي تسمع فيه بأنهما قررا الانفصال.
أيضاً من العلاقات الخطيرة تلك التي يتسم أفرادها بالكبت الشديد معتقدين أن ليس لديهم أية مشاكل , فقد تخلوا عن شبابهم و أحلامهم , فقد تعلموا ما الذي يجب توقعه و ما الذي يجب عدم توقعه من الشريك , و قد قاموا بإقناع أنفسهم بأنهم سعداء .
هؤلاء الأزواج يقعون في مشكلة , وهي أنه حتى يأتي الوقت الذي يعترفون فيه بأنهم يحتاجون للدعم في علاقتهم , فإن هذه العلاقة ستبقى حيث هي.
بعد مرحلة الرفض فإنك تتجه مباشرة لكبت إحباطاتك الناتجة عن المقاومة والغيظ و أخيراً الرفض , و ستجعل كل شيء في حياتك (حسناً) , أي تتوقف عن الاهتمام بأي شيء.
بعض الناس محترف جداً في الكبت حيث يحصل ذلك معه أوتوماتيكياً في برهة من الزمن , وهم لا يكترثون أبداً .
إن العوامل الأربعة لا تشرح فقط المراحل التي يتم خلالها فقدان الحب في العلاقات عبر فترة طويلة من الزمن , و لكنها تشرح أيضاً آلية كبت المشاعر. في كل مرة تكبت فيها إحساس ما , فأنت تمر خلال المراحل الأربعة , و بعد أن تكبت مشاعرك لمرات كافية فإن علاقتك تمر بالمراحل المختلفة , و في كل مرة تحصل فيها مشادة كلامية أو نقاش حاد مع شريكك فأنت تمر بالمراحل الأربعة , هذه المراحل قد يمر بها الفرد خلال أيام أو ساعات أو دقائق أو حتى ثواني.
بعض الناس يعدون خبراء في كبت مشاعرهم و قمعها لدرجة أنهم يتحركون مباشرة من المقاومة إلى الكبت في لحظات قصيرة بدون حتى أن يلاحظون ما الذي يقومون بفعله! .
تذكروا أن هذه المراحل الأربعة و ما يجري خلالها تنطبق على جميع علاقاتكم في الحياة , وليس فقط مع الشريك أو الزوج بل مع الآباء, الأطفال, الرؤساء, الأصدقاء و حتى مع نفسك.
في كل مرة تعبر فيها عن حقيقة ما تشعر به بالكامل حتى تصل إلى الحب في أعماقك فأنت تزيد من قدرتك على الحب, و في كل مرة تقمع فيها الحقيقة الكاملة حول مشاعرك و بالتالي تكبت مشاعرك أوتوماتيكياً فإن قدرتك على الحب تتضاءل انطلاقاً من هذه الرؤية الجديدة سترى ما الخطأ الذي كان يحدث في السابق و تسوء بسببه علاقاتك, و عن طريق التدريب و العمل على الفنيات التي تساعدك على التعبير الكامل و الجيد عما تشعر به ستحصل على علاج سريع لاستعادة قدرتك على الحب و الإحساس به. إذا كنت عالقاً في أي من المراحل الأربعة فإنك ستكون قادراً على التحرك عائداً إلى الحب.
أحياناً عندما تعبر عن مشاعرك كاملة لا يبدو الأمر و كأنك تقدمت , و ذلك لأنك عندما تعالج المشاعر المكبوتة فإنك ستعود إلى الوراء خلال المراحل الأربعة عكسياً من الكبت عائداً إلى الرفض ثم إلى الغيظ و أخيراً إلى المقاومة , و لكن عندما تنتهي فإنك ستكون حراً و مستعداً للشعور بالنقاء و الحب من جديد. هذه القاعدة تستخدم بإثبات علمي دراماتيكي مع الأطفال التوحديين , فإذا أعبرت لطفل توحدي يعاني من الكبت عن الحب باحتوائه و إحاطته بذراعيك فإنه سيتحرك بتتابع خلال المراحل الأربعة , بداية هو لن يستجيب لك و بعدها سيرفض حبك و يحاول الهرب بعيداً , و إذا استمريت في إظهار الحب له فإنه سيكون ممتعضاً تماماً و يحاول محاربتك و الجهاد ضدك, و إن استمريت فإنه أخيراً سيظهر لك القليل من المقاومة و يتقبل احتواءك له بتفهم واستمتاع مليء بالحماس .
إذا بدأت بحب شريكك أكثر فإن الشريك سوف لم يهتم أو قد يرفض محاولاتك المحبة و حتماً قد تواجه مقاومة الشريك لذلك , و لكنك إن استمريت فإن الشريك سيستجيب لهذا الحب يوماً مع الكثير من الحب و التقدير لما تفعله.
لماذا تكبت مشاعرك ؟
إن أي إحساس يهدد رغبتك في أن تحب و أن تُحب هدفه الكبت , و إذا حكمت على مشاعرك بأن تكون غير مكملة لنظرتك لذاتك , فإنك ستنتهي إلى كبت هذه المشاعر أيضاً قد تكبت مشاعر معينة غير معبر عنها أصلاً من قبل والديك عندما كنت طفلاً فمثلاً , الطفل الذي ينمو في عائلة لا يظهر أفرادها حبهم وعطفهم فإن الطفل ينمو و هو يقمع مشاعر الرقة و الود و الخيال و لا يعبر عنها حتى تكبت عميقاً في الداخل .
إن المشاعر التي تسمح لها بالظهور في عقلك الواعي هي المشاعر التي تجعلك تشعر بالأمان عندما تعبر عنها , فأحكامك وقيمك تلعب دوراً أساسياً في الكبت و تميل لإظهار مشاعر معينة جيدة أو سيئة اعتماداً على خلفيتك و خبرتك , فقد تشعر أنه من الجيد أن تكون ممتناً لغيرك لكن من السيئ أن تغضب أو تشعر بالغيرة .
المشاعر لا تموت أبداً
معظم الناس يحاولون السيطرة على مشاعرهم و ضبطها و الطريقة التي يستخدمونها غالباً لذلك هي التحرك خلال المراحل الأربعة فيقاومون , ثم يمتعضون و بعد ذلك يرفضون و أخيراً يكبتون تلك المشاعر , و لكن كبتك لمشاعرك لن يقضي عليها ! فالمشاعر لا تموت أبداً و هي ترفض أن تبقى صامتة , و عندما تنسى ببساطة كل ما يتعلق بمشاعرك السلبية أو الغير سعيدة قد تشعر بالانتصار عليها , لكن المعركة بالكاد قد بدأت , فهي تحتاج لطاقة جسمية و انفعالية كبيرة جداً لتهدئة هذه المشاعر, فالحياة تصبح عبارة عن كفاح لتبقى هذه المشاعر قيد الضبط.
إن كبتك لمشاعرك له تأثير كبير على شخصيتك شئت أم أبيت ذلك عن طريق الدفع اللاشعوري و العميق لسلوكياتك.
إن كبتك لمشاعرك قد يؤثر عليك بطريقة غير مرغوبة في ثلاث طرق أساسية :
1-قد تتجاهل مشاعرك في الشعور بالمشاعر الإيجابية .
2-قد تتصرف باندفاع تجاه الناس و المواقف في اللحظة الحاضرة.
3-قد يعبر جسدك عن التوتر الناتج عن المشاعر المكبوتة من خلال الأعراض الجسمية و الأمراض.
إن الأعراض الجسمية غالباً ما تنسب إلى المرض الانفعالي الذي تشعر به :
1-الشد العضلي ..(( و كأنه شوكة في حلقي ))
2-الصداع ..(( لا أريد التفكير في ذلك مجدداً))
3-الفيروسات و أمراض البرد..(( لقد قررت أن أتصرف تجاهها ببرود شديد))
4-الإصابات..(( كنت خائفة بشدة)) أو (( أعتقد أن هذا هو طريقي))
5-ضغط الدم المرتفع..((أنا تحت الضغط الشديد))
6-مشاكل التنفس..((أشعر أن هذه المهمة تخنقني))
7-أمراض القلب..(( لقد حطمت قلبي))
8-الحمى ...((آه, إن مزاجه حار للغاية ))
الدراسات الحديثة في الطب و علم النفس أكدت على علاقة الشخصية ببعض الأمراض , حيث أن بعض الشخصيات معرضة للسرطان و أمراض القلب أكثر من غيرهم , و قد اعترف مرضى السرطان عند سؤال بشيء أساسي وهو أنهم كانوا يكبتون المشاعر العنيفة كالغضب و الرغبة الشديدة في البكاء لسنوات طويلة و توصلوا إلى الطريقة التي يضبطون فيها هذه المشاعر كلياً عن طريق كبتها حتماً لذلك عند العلاج يجب أن تعالج الروح والعقل و الجسد معاً.
تعليقات
إرسال تعليق