قائمة الشكر و إنقاذ الزواج
قال
لي وهو يحدثني متهللا: هل تتذكر نصيحتك لي قبل سنة؟
-
أي نصيحة؟
-
نصيحتك عن قائمة الشكر ؟
-
عماذا تتحدث؟
-كنت
أشكو لك قبل عام من بعض المشاكل التي أعانيها من زوجتي.. فنصحتني أن أتفق معها على
أن يتذكر أحدنا بشكل يومي كل فعل جميل قام به شريكه تجاهه و يدونه في قائمة يحتفظ
بها لديه..ثم يعيد نهاية الأسبوع قراءة القوائم مجتمعة.
-أها...
وماذا حدث؟
-
لقد اعجبت الفكرة زوجتي والتزم كلانا بهذه العادة وكان الأثر إيجابيا جدا.. لقد
بدأ كلانا يشعر بالامتنان تجاه شريكه بل وتجاه حياته بالكامل.. لقد اختفى جزء كبير
من مشكلاتنا..
-
يا رجل!!
-هذا
ما حصل بالفعل..
-تهاني
لكما إذن.. انتما تستحقان هذا.
....
تذكرت
الحوار بيني وبين ذلك الصديق.. وتذكرت فكرتي التي لم أكن بالفعل مؤمنا بجدواها..
ولكنها كان أول ما خطر لي حينما حدثني يومها لأني كنت تحت تأثير كتاب للروائي
الأمريكي نيكولاس سباركس.. كان قد ذكر فيه طريقة تربوية اتبعتها والدته لتعمق
مشاعر المحبة بينه وبين أخيه وتحل بواسطتها ما يحدث بينهما من خلافات..
كانت
تقترب من أحد الصغيرين قبل نومه وتطلب منه أن يذكر لها ثلاثة مواقف جميلة بدرت من
شقيقه تجاهه في ذلك اليوم..
يذكر
سباركس ان تلك الطريقة قد ساهمت بالغعل بتقليص أثر الذاكرة الانتقائية التي
تتقمصها مظلومية الأنا في العادة.. ودربته على التقبل والامتنان الدائم لكل ما
يحيط به.
كل
ما في الأمر هو أنني ارتديت قبعة الحكيم يومها وسرقت فكرة والدة سباركس مع إضافة
بعض لمساتي التحسينية الخاصة لأطرح بها نصيحة لم ألق لها بالا سوى ما لامسته من
نرجسيتي في تلك اللحظة التي تحتم علي فيها أن أقول شيئا يوحي بجدارتي بثقة ذلك
البائس الذي استشارني..
أسعدني
ما أخبرني به بعد تلك المدة.. ولكني هذا لا يعني ألا أتساءل عن الآخرين الذين (جبت
فيهم العيد) وخجلوا من إخباري بكارثية نصائحي الأخرى المسروقة..
عبد الرحمن مرشود
تعليقات
إرسال تعليق