عن التدين الكاذب !
*إن من أسهل الأمور على الشيطان إغواء عبيد الطقوس والتلاعب بهم، فهؤلاء يظنون عادة أن أداءهم الدقيق لهذه الطقوس وشدة حرصهم عليها تجعلهم أعلى من غيرهم وتعطيهم حق تقييمهم وتقويمهم، وشيئا فشيئا يتسلل الكبر إلى نفوسهم ويزين لهم الاعتداء على غيرهم وانتهاك حقوقهم، ويبذل الشيطان أكبر الجهد فقط في استدراج أحدهم لاقتراف أول جريمة، فآثار هذه الجريمة لا تُمحى بسهولة، فإذا ما أوقعه فيها ستتوالى جرائمه تباعا فيخسر الدنيا والآخرة!
*أساليب الشياطين في حكم الناس: إذا وجدت أحدهم متذمرا لأنه يفترش الأرض ويلتحف السماء ويتضور جوعا ويطالبك بحقه في الحياة الكريمة فألقه في غيابة الجب ، عندها سيكون منتهى أمله أن تعيده إلى وضعه القديم ، فإذا فعلت ستتلقى التهاني الحارة من حجارة الأرض دون أن تتكلف شيئا!
*في حين ينشغل البشر الطبيعيون الآن بالبحث عن أفضل السبل لمواجهة المشاكل الهائلة التي تهدد الجنس البشري مثل إمكانية نفاد مصادر الطاقة وتلوث البيئة وانقراض بعض صور الحياة على هذا الكوكب فضلاً عن انشغالهم بالبحث عن طاقة نظيفة متجددة وغزو الفضاء وتطوير الأسلحة والرقي العام وتحسين ظروف المعيشة وتحسين قدرات الإنسان العقلية والرقي بالفكر الإنساني.....الخ على كافة مستويات فمازال المحسوبون ظلما على الإسلام مشغولين بالعورات والفروج وكيفية قتل من يخالفهم في المذهب أو الرأي من المسلمين الآخرين أو على الأقل إسكاته وأفضل السبل لإعادة وأد النساء وحبسهن في بيوتهن والدفاع عن الأساطير والإسرائليات التي دسها شياطين الإنس والجن في تراثهم......الخ، وقد انشغل كل واحد منهم عن إصلاح نفسه بالنظر في أمر الآخرين، فمن لم يره صورة طبق الأصل منه في ضلاله وتخلفه وتمسكه بما ألفى عليه آباءه فإنه ينصب من نفسه حكما عليه، يحاول تصنيفه تحت أي فرقة من الفرق التي ورث من أسلافه المغضوب عليهم القول بأنهم ضالون، لذلك فهو يفترض أن هذا الشخص يخفي شيئاً ما، فلا يهدأ له بال حتى يكتشفه، وهو بالطبع لابد وأن يتصور أن هذا الشخص مدعوم من قوة ما، فهو يعلم أن الخروج عن قطيع البهائم ليس بالأمر السهل، وهو لإدمانه الكذب والجبن في هذا المجال لا يمكن أن يتخيل أبدا وجود إنسان صادق شجاع يتحدى جبنه وخنوعه وكذبه، فهو يحاول دائماً النيل منه أو توجيه الشتائم إليه، و هو بذلك يتحول دون أن يشعر إلى شيطان مريد!
*إن تكريس الجهل والتخلف، و من وسائل ذلك إيجاد مصارف سيئة لرغبة الإنسان في العلم والمعرفة، فيصبح منتهى الأمل هو الإحاطة بما لا يسمن ولا يغني من جوع من المعلومات التافهة عن الأشخاص أو عن أقوال الأشخاص أو عن تفاهات الأمور أو عن قشور الدين أو عن محدثات الأسلاف في الدين أو أسماء الفنانات والفنانين أو عن الخلافات بين المذاهب الضالة التي حلت محلّ الدين أو عن أساطير الأولين.....الخ، وبذلك ينشغل الناس عن ممارسة الدين الحقيقي وعن تزكية أنفسهم وعن تحقيق العدل والقيام بالقسط وأداء الأمانات إلى أهلها، كما ينشغلون عن العلم الطبيعي والتكنولوجيا الحديثة وعن الأخذ بالأسباب الحقيقية للقوة والتقدم فيصبحون من بعد لقمة سائغة لألد أعدائهم ..العلوم الدينية الحقيقية هي العلوم الطبيعية والإنسانية والتطبيقية، وبها يرى الإنسان آيات الله تعالى في الآفاق والأنفس ويعرف قوانينه وسننه التي تشير إلى أسمائه الحسنى أما ما يسمى بعلم الرجال والجرح والتعديل والفقه (بمفهومه المغلوط الشائع).....الخ، فلا علاقة لها بالعلم، وإنما هي مجرد أخبار ومعلومات أغلبها ظني!!
*إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا قد حولوا الإسلام من دين ولاء للقيم والمبادئ والمثل العليا إلي دين ولاء لأشخاص ومن دين أمور موضوعية حقانية إلي دين أمور شخصية ومن ولاء لله إلى ولاء لعباد الله.
تعليقات
إرسال تعليق