الثقة بين الآباء و الأبناء
كثير من الشباب والصبايا يشتكون من عدم فهم آبائهم لاحتياجاتهم ورغباتهم المختلفة، وأنهم عادة ما يبالغون في ردة فعلهم وخوفهم عليهم معتبرينهم إنهم مازالوا صغارا ويحتاجون دوما للإرشاد والنصح. في حين يسأم الشباب من تلك التصرفات و يشعرون أن آباءهم لا يكترثون بآرائهم وبالتالي لا يبذلون الجهد اللازم للتواصل معهم لإيجاد طريقة للتفاهم فيما بينهم.بينما على الجانب الآخر تجد الآباء يقولون إنهم يجدون صعوبة بالغة في التواصل مع أبنائهم خاصة في مرحلة المراهقة، بصورة تجعل عملية التفاهم بينهما مستحيلة؟وحتى لا تخسر والديك و تكسب في ذات الوقت ثقتهما فيك، إليك ست نصائح ذهبية من خلالها تستطيع بناء جسور الثقة معهم وتنال حريتك المفقودة.
أولا: افهم والديك:
حاول قدر الإمكان أن تفهم وجهة نظر والديك فيك، فعادة الآباء لا يعترفون بأن أبناءهم أصبحوا كبارا و يستطيعون اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، فهم دائما يتذكرون أخطاءك الماضية وبالتالي يفرضون آراءهم عليك خوفا من أن تقع في ذات الخطأ مرة أخرى.وبالتالي تجدهم دوما في مركز اتخاذ القرار باعتبارهم المسئولين عن تربيتك.
ثانيا: احترم والديك:
مبدئيا عليك التأكد أن والديك يحبانك كثيرا وهما على أتم الاستعداد لأن يضحيا بوقتهما و مجهودهما و عواطفهما لإسعادك فقط، في الوقت ذاته ينتابهما شعور بالضيق لمجرد تفكيرهما في أنك قد كبرت وأصبحت تعتمد على ذاتك و يمكن أن تستقل بحياتك عنهما.
لذلك عليك المحاولة جاهدا في بناء علاقة قوية بينك وبين والديك، تكون مبنية على التفاهم و التسامح والاحترام، فلا غنى عن الاحترام في العلاقة مع والديك، وتذكر دائما أنك مثلما ترغب في أن يحترمك والداك و يستمعا لآرائك، عليك أن تضع نصب عينيك أن احترامهما أمر واجب، فالتمرد عليهما ليس خيارا جيدا في مثل تلك الحالات.
تصرف كشخص ناضج:
احرص على أن تثبت لوالديك أنك شخص مسئول تستحق الاحترام وأن تنال قدرا من الحرية، وحتى تنال ذلك التقدير ابتعد تماما عن التصرف كطفل صغير فلا تتذمر على قراراتهما أو تواجهها بالبكاء، فمثل تلك التصرفات تجعلهما يشعران بأنك مازالت صغيرا و تحتاج لدعمهما.اجعل والديك يعجبان بطريقة تفكيرك العقلانية وأسلوبك الهادئ، لتفرض عليهما احترامك.
اتبع القواعد والإجراءات الموضوعة:
الطريقة المتبعة التي تستجيب بها لطلبات والديك، تحدد كيفية تعاملهما معك في كافة الأمور، فعلى سبيل المثال إتباع أسلوب العصيان والكذب و التذمر لا يؤدي في نهاية الأمر إلى شئ سوى أن والديك لن يستمعا لك مجددا و بالتالي لن تصل إليهما وجهة نظرك بوضوح.
ومن الأمور التي عادة ما تكون سببا في خلاف بين الأبناء و الآباء، هي رغبة الأبناء في الخروج مع أصدقائهم باستمرار، وحتى تتجنب ذلك الصدام احرص على أن تخبر والديك بأسماء أصدقائك و المكان الذي ترغب في الذهاب إليه، مع إمكانية دعوة أصدقائك من وقت لآخر لقضاء وقت لطيف معا في منزلك، وبتلك الطريقة يمكن أن يتعرف والداك على أصدقائك وجها لوجه.
كن مسئولا:
إذا كنت حقا ترغب في نيل ثقة والديك من أجل بعض الحرية، أثبت لهما بشكل جدي أنك شخص مسئول يمكن الاعتماد عليه في كافة الأمور، وذلك من خلال تنفيذ المهام المنوطة لك بدقة و كفاءة مهما كانت صغيرة.
خذ المبادرة الأولى:
حاول أن تكون أنت من يبادر ببدء العلاقة الطيبة مع والديك، فعلي سبيل المثال يمكنك أن تقترح عليهما أن تعد لهما وجبة الإفطار أو العشاء.لا تتردد في أن تخبر والديك أنك ترغب في مساعدتهما في أي من الأمور وأنك على استعداد لعمل أي شئ لراحتهما، حتى لو كانت أشياء بسيطة مثل شراء مستلزمات البيت أو تنظيف المنزل وترتيبه والتسوق معهما لشراء أي من اللوازم المطلوبة.
وحتى تحصل على ثقة والديك بسهولة، اظهر لهما دوما أنك حريص على إنفاق مصروفك في الأشياء الضرورية، وتأكد أنه عندما يلاحظان أنك أصبحت تدبر أمورك الخاصة بنفسك ستزيد فرص فرض شخصيتك وبالتالي يمنحانك الحرية والثقة المطلوبتين.
تعليقات
إرسال تعليق