حل المشاكل المستعصية
كثيراً ما نجد أنفسنا عالقين في ظروف نبدو عاجزين عن تغييرها. نحاول كل ما يمكننا التفكير به، بما في ذلك الدعاء المخلص لله لتغيير ظروفنا بحسب ما نعتقد أنه الأنسب لنا. وبالرغم من ذلك فقد لا يتحقق ما نتلهف عليه سواء كان معونة مالية أو صحة أو أي شيء آخر، فيعترينا القنوط ونشعر بالخذلان.
لكن عندما لا نقدر على التواصل مع القوة الإلهية في داخلنا فذلك يعود إلى عدم فهمنا لمعنى التسليم.
كان أحد الحكماء ينصح بحل كل المشاكل عن طريق التأمل، لكن معظم الناس لا يدركون أن التأمل لا يعني محاولة الإمساك بالله أو الحصول على أي شيء آخر منه. يجب أن ندرك أولاً صلتنا بالله وأن نتخلى عن الذاتية الصغيرة أو "الأنا" التي تقف حجر عثرة في طريق حياتنا وتحد من انسياب القوة الإلهية إلينا.
هناك قصة عن امرأة ظلت عاجزة معتلة لثماني سنين، وكانت تصلي لله باستمرار ليشفيها كي تتمكن من القيام بعملها. أخيراً أصيبت بالإحباط جراء ما بدا لها أنها محاولات عقيمة وسلّمت أمرها لله مبتهلة على النحو التالي:
"أضع حياتي بين يديك يا رب. فإن أردتني أن أظل كسيحة مقعدة فهذا شأنك، لكنني أريدك أكثر من العافية، والأمر لك فيما تريد وتفعل."
وفي غضون أسبوعين تعافت بالكامل وغادرت سرير المرض.
هذا قد يبدو متناقضاً، لكن الفكرة الأساسية هي أننا غالباً ما نحاول الطلب من الله كي ينفذ إرادتنا بدلاً من التسليم لإرادته. فالابتهالات الصادرة عن إرادة ذاتية ورغبات أنانية تسد قنوات الدعاء. أكيد أن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهم، وكلما قمنا بتمرين إرادتنا المتناغمة مع الإرادة الإلهية كلما جلبنا المزيد من القوى المباركة إلى حياتنا.
لكن في بعض الأحيان لا تكون إرادتنا موجهة بالحكمة، ومع ذلك نصرّ على الحصول على شيء ليس من صالحنا الحصول عليه، فلا يتدخل الله لتغيير ظروفنا.
مواردنا الذاتية قد تكون كافية أحياناً للتعامل مع ظروفنا، لكن فيما بعد تواجهنا أمور خطيرة لا قدرة لنا على تغييرها، فنجد أنفسنا في مأزق. لكن إن تمكنا من إزاحة "الأنا" جانباً وصلينا بصدق وإخلاص: "لتكن إرادتك يا رب وليس إرادتي" نفتح قلوبنا لفيض الهداية فتنساب إلينا القوة الإلهية ومعها بركات غزيرة.
وبالرغم من بذل كل ما بوسعنا لحل مشكلاتنا يجب أن ندرك أن القوى البشرية محدودة وأنه يتعين علينا أن نفتح نفوسنا لقوة الله غير المحدودة، لكن على ما يبدو ينبغي لكثيرين أن يعانوا العجز التام قبل أن يدركوا هذه الحقيقة.
هناك ترنيمة مفادها: "عندما أعلقُ تأتي كي تحررني"
وتلك هي طريقة الله ليعلمنا أنه في نهاية المطاف هو وحده القادر على تغيير الظروف العصية وحل المشكلات المستعصية.
بارك الله بكم والسلام عليكم
من تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا
تعليقات
إرسال تعليق