العناية بالعواطف والتعامل معها




العناية بالعواطف والتعامل معها ..

- الوعي بالنفس: الوعي الذاتي بإيجاز هو: أن نكون مدركين لحالتنا النفسية وتفكيرنا بالنسبة لهذه الحالة المزاجية نفسها
إن أولئك البشر الذين يدركون حالتهم النفسية أثناء معايشتها , عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية. و يمثل إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساسا لسماتهم الشخصية.
هم شخصيات استقلالية , واثقة من إمكاناتها , ويتمتعون بصحة نفسية جيدة ,و يميلون أيضا إلى النظر للحياة نظرة إيجابية. وعندما يتكدر مزاجهم لايجترونها ولا تستبد بأفكارهم , هم أيضا قادرون على الخروج من مزاجهم
السيئ في أسرع وقت ممكن. باختصار , تساعدهم عقلانيتهم على إدارة عواطفهم وانفعالاتهم.

- الغارقون في انفعالاتهم: هؤلاء الأشخاص هم مَنْ يشعرون غالبا بأنهم غارقون في انفعالاتهم , عاجزون عن الخروج منها , وكأن حالتهم النفسية قد تملكتهم تماما. هم أيضا متقلبو المزاج , غير مدركين تماما
لمشاعرهم إلى الدرجة التي يضيعون فيها ويتوهون عن أهدافهم إلى حد ما , ومن ثم فهم قليلا ما يحاولون الهرب من حالتهم النفسية السيئة , كما يشعرون بعجزهم عن التحكم في حياتهم العاطفية. إنهم أناس مغلوبون
على أمرهم , فاقدو السيطرة على عواطفهم.

- المتقبلون لمشاعرهم: هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم , فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية , دون محاولة تغييرها ,
ويبدو أن هناك مجموعتين من المتقبلين لمشاعرهم: المجموعة الأولى , تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة , ومن ثم ليس لديهم دافع لتغييرها.
والمجموعة الثانية تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية , ومع ذلك فحين يتعرضون لحالة نفسية سيئة , يتقبلونها كأمر واقع , ولا يفعلون أي شيء لتغييرها على الرغم من اكتئابهم. وهذا النموذج من المتقبلين يدخل
في إطار المكتئبين الذين استكانوا لليأس.

وقد تبين في بعض الدراسات , أن »العلاج بالمعرفة « الذي يهدف إلى تغيير هذه النماذج من التفكير , يكافئ علاج الاكتئاب الإكلينيكي الخفيف بالعقاقير , بل يتفوق عليه في منع عودة هذا الاكتئاب.
هناك خطتان فاعلتان في هذه المعركة على وجه الخصوص: 
الأولى أن تتعلم كيف تتحدى الأفكار المستقرة في مركز الاجترار , وتتساءل عن صحتها وفعاليتها , وتفكر في بدائل أكثر إيجابية.
والخطة الأخرى هي تنظيم جدول مقصود للقيام بأحداث سارة جذابة تصرف الذهن عن الأفكار الاكتئابية.

هناك أيضا عامل فعال يساعد على التخلص من الاكتئاب , وهو مساعدة الآخرين. و بما أن الاكتئاب يغذي اجترار الأفكار والانغماس الكامل في النفس , نجد أن مساعدة الآخرين , تأخذنا بعيدا عن هذا الانهماك في أنفسنا فقط , بتعاطفنا مع غيرنا ممن يتعذبون بهمومهم الخاصة. فالانشغال بعمل تطوعي , مثل تدريب مجموعة صغيرة , أو أن تكون بمنزلة أخ أكبر , أو أن تطعم المشردين الذين لا مأوى لهم , من أقوى الوسائل لنقل الحالة النفسية إلى حالة أخرى مختلفة , كما جاء في دراسة »تايس « وإن كانت من أكثر الوسائل ندرة.
وأخيرا , هناك أيضا بعض الناس الذين يجدون في اللجوء إلى قوة غامضة , راحة لأحزانهم. فإذا كنت متدينا جدا , فإن الصلاة تنجح في كل الحالات , وخاصة مع الاكتئاب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشخصية الهذائية

المراهقون و لغات الحب الخمس

الإفصاح عن الذات