العلاج بالفن







إذا كان الطعام غذاء الجسد فالفن غذاء الروح



تعريف العلاج بالفن:


هو أحد فروع المعرفة التي تهتم بالمشاعر أثناء العملية الفنية واستخدامها كوسيلة علاجية من خلال القدرة على التواصل مع العقل اللاوعي لمعرفة الصراعات الداخلية.


العلاج بالفن وسيلة وليس هدف

العلاج بالفن على مر العصور:

في عصر ما قبل التاريخ كان أفراد القبيلة يجتمعون ليرقصوا و يغنوا في جو تخيم عليه المهابة اعتقادا منهم أن القوة الخارقة الحبيسة سوف تحررهم فتساعدهم على الشفاء, وليس هذا فقط بل سوف تتحكم في كل مفردات الكون فيما حولهم مثل هطول الأمطار والصيد وخصوبة التربة , أما عند قدماء المصريين فأبرز مثال على استخدام الفن هي اللغة الهيروغليفية بما تحمله من رسومات وأشكال تعبر عن الحياة , وفي الفن المسيحي والإسلامي ظهر الفن شكل صور رسومات زينت جدران الكنائس والمساجد , وأخيرا في العصور الحديثة وصفه الأطباء كأحد صور العلاج بالعمل لمن أصيبوا بأمراض نفسية كنتيجة للحروب العالمية.



لماذا العلاج بالفن ( فوائده):

1- الفن يمنح التواصل مع منطقة العقل اللاوعي وبالتالي يسهل التعرف على منطقة الصراع النفسي والظهور بها إلى السطح (إلى منطقة العقل الواعي).


2- الفن وسيلة إسقاطية للتعبير عن مكنونان النفس الداخلية.


3- هو تسجيل لحالة من الانفعالات ورسالة يمكن الاحتفاظ بها ( للرجوع إليها للمتابعة)


4- الأفكار والمشاعر الأساسية للإنسان في اللاشعور يعبر عنها باستخدام الفن بصورة أفضل من التعبير عنها في كلمات.


5- النفس والجسد متلازمان , وهناك أمراض النفسجسمية والتي يلعب الفن دورا هاما في الحالة النفسية وبالتالي يؤثر في الحالة الجسدية – فتختفي معه الأمراض النفسجسمية التي قد تصل إلى الإصابة بالأورام السرطانية.


6- الفن يقوي جهاز المناعة, حيث يؤثر الفن في الجهاز العصبي اللاإرادي وتنظيم إفراز الهرمونات والموصلات العصبية بداخل الجهاز العصبي – ويساعد في تدفق الدم في المناطق المصابة.


7- الفن يساعد على التخلص من التوتر والقلق حيث يحسن من الحالة الانفعالية وتحكم الهيبوثالموس – في ضربات القلب وسرعة التنفس للوصول لحالة الهدوء التام.


ومن الناحية الاجتماعية:

1- الفن يسمح بالتواصل بين المريض والمجتمع سواء بالمشاركة أو بالعرض.

2- الفن يفتح قناة للتواصل وإقامة علاقة مهنية بين المريض وأفراد الفريق العلاجي.

3- الفن يساعد الإنسان على الاستمتاع بعالمه ورؤيته برؤية جديدة مزينة بالأمل فتزداد القدرة على التكيف مع المجتمع.


السمات المشتركة للمرضى العقليين التي يمكن ملاحظاتها من خلال رسوماتهم الفصاميين:


هناك مزج بين الواقع والخيال مثل رسومات الأطفال ولكن مع الاحتفاظ أن الطفل يستطيع أن يميز بين نفسه وما يحيط به عكس الفصاميين الذي يعتبر نفسه جزء من اللوحة مع الفقر في تركيب الصورة


حالات الاضطرابات الوجدانية:

نرى عادة أن أي فنان لا يستطيع القيام بعمل فني رائع بدون العبور من بوابة الاكتئاب السوداء التي تفجر داخله قدرة خاصة جدا على التعبير تظهر في صورة لوحات رائعة تسودها الألوان الداكنة عكس مرضى الهوس الذي تسود رسوما تهم الألوان الصارخة جدا – وغير متناسقة


استخدام العلاج بالفن:

في بعض الحالات التي يصعب التواصل اللفظي معها :

1- التلعثم في الكلام

2- الاكتئاب الشديد

3- الأمراض النفسجسمية

4- الفصام

5- الاضطرابات السلوكية

6- القلق والاكتئاب

7- الأطفال المصابين بمشاكل وجدانية أو توحديه

8- الإدمان


سمات المعالج بالفن:

يجب أن يتصف المعالج بالفن بعد سمات منها:

1- ملما بالفن وأصوله حتى يجيد استخدامه لمساعدة المريض في التعبير عن نفسه

2- ملما بأصول العلاج النفسي ومهاراته

3- يتمتع بقدر عالي من الصبر والمرونة


كما يجب أن تكون جلسات العلاج متواصلة وبدون انقطاع حتى نصل إلى النتيجة المرجوة منها , و تسجل هذه الجلسات بصورة تسمح بسهولة المتابعة والتقييم.


يجب ملاحظة الإجهاد الشديد الذي من الممكن أن يكون له أثر عكسي- لان الإبداع الفني يستدعي عمل مجهد للخلايا العصبية فيجعل المخ في حالة نشاط مكثف يؤدي إلى زيادة المرض وخاصة من لديهم الاستعداد لذلك.


الخلاصة

الفن هو وسيلة وليس هدف نسعى إلى تحقيقه ولكن هو قناة تمر فيها صراعات العقل اللاوعي بسهولة تامة لتخرج إلي السطح وبذلك يتم تحديد المشكلة بسهولة ومن ثم الطريق الأمثل لمواجهة المرض.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشخصية الهذائية

المراهقون و لغات الحب الخمس

الإفصاح عن الذات