بين الثقة بالنفس و التردد
الثقة بالنفس هي حسن اعتداد المرء بنفسه واعتباره لذاته وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه ( المكان ، الزمان ) دون افراط ( عجب او كبر اوعناد ) ودون تفريط ( من ذلة او خضوع غير محمود).وهي امر مهم لكل شخص مهما كان و لا يكاد انسان يستغني عن الحاجة الى مقدار من الثقة بالنفس في امر من الامور.
وهناك العديد من( التصورات الخاطئة )عن الثقة بالنفس وهي كالتالي:
1- انها موجودة بكمالها او مفقودة تماما ، فهذا واثق بنفسه وذاك غير واثق ابدا ، والواقع ان الثقة بالنفس تتماوج ارتفاعا وانخفاضا بحسب مقوماتها والظروف المحيطة ( الموقف ، المكان ، الزمان والموضوع ) فالشخص الذي يتحدث في موضوع يعلمه جيدا تكون ثقته افضل مما لو تحدث في موضوع لا يعلم عنه الا القليل ، اما اذا كان مؤشر الثقة مرتفعا بغض النظر عن مقومات الثقة فهذا يدل على علة في الشخص ( تضخم الذات يصاحبه ثقة ظاهرية زائفة ...) والعكس صحيح فإذا كان مؤشر الثقة منخفضا دائما رغم توفر مقومات الثقة فهذا يدل على علة في الشخص ( تحقير الذات يصاحبه ضعف في الثقة بالنفس)
2- أنها تقتضي العناد والإصرار والثبات على الرأي وإن كان خاطئا والصحيح ان الواثق بنفسه يغير رأيه اذا اتضح له الصواب في غيره ، وسير الواثقين بأنفسهم تشهد بذلك فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر يغير موقع المعسكر ويأخذ برأي الصحابي بعدما اتضح له صوابه وكذلك في الحديبية يأخذ برأي ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها فيحل احرامه ويحلق رأسه وفي غزوة تبوك يأخذ برأي عمر رضي الله عنه في ترك نحر الإبل النواضح والقيام بدلا عنه بالاشتراك في فضل الزاد.
3- أنها تقتضي السيطرة على الآخرين والتحكم فيهم والتسلط عليهم ( إما بقسوة الحجة والإقناع او بقسوة النظام والقوانين الإدارية او الاعراف الاجتماعية او بالتسلط).
4- أنها تقتضي نبذ الحياء والتسلح بشيء من الجرأة المبالغ فيها وهذا يدفعه الى اقتحام امور لا يقرها الأدب وحسن الخلق مثل التدخل في خصوصيات الناس والسؤال عن امورهم الشخصية ونحو ذلك .
5- انها تنعكس على القدرة على المفاخرة والمباهاة والتحدي والتعاظم والتعالي .
و لتنمية الثقة بالنفس بشكل سليم ينبغي الانتباه للنقاط التالية :
في مرحلة الطفولة المتأخرة يجب الحرص على تنمية النواحي التالية :-
1- الانضمام إلى جماعة الزملاء وتشجيع العمل التعاوني
2- تحمل المسؤولية
3- حرية الطفل في اختيار أصدقائه
4-التنشئة الدينية الواعية
6-تعلم القيم الأخلاقية والجمالية
7-تقديم النماذج الملائمة لأعمار الأطفال في هذه المرحلة
في مرحلة المراهقة المبكرة ( التعليم الإعدادي ) يجب الحرص على تنمية الجوانب التالية :-
1-الاهتمام بالتربية الاجتماعية في الأسرة والمدرسة والمجتمع والعناية بمجالات النشاط التي تحقق أهداف التربية الاجتماعية عن طريق الإرشاد النفسي
2- حرية المراهق في اختيار أصدقائه مع توجيهه إلى حسن اختيارهم
3- احترم ميل المراهق ورغبته في التحرر والاستقلال
4-تنمية القيم الدينية والأخلاقية والجمالية
في مرحلة المراهقة المتأخرة ( مرحلة التعليم الثانوي ) يجب مراعاة الآتي :-
1- تشجيع الميل إلى الزعامة وتدريبه على القيادة وتحمل المسؤولية
2- تنمية الفردية والخصوصية لدى المراهق بما يسمح بتأكيد ذاته
3- الانضمام إلى جماعة الأصدقاء وحرية اختيارهم وتوجيهه توجيهاً غير مباشر مما يكسبه مزيداً من الثقة
4- التقدير أو الاعتراف الاجتماعي
5- تنمية القيم والتوجهات الدينية بشكل معتدل بعيد عن التعصب
المتردد هو الشخص الذي لا يتمكن من ان يتخذ أي قرار أو موقف في شأن أي من الأمور التي يواجهها لذا تراه :
_ يعمل بعصبية ويعاني قبل ان يثبت على قرار
_يقاوم دائماً عملية اتخاذ القرار ويفضل ان يترك الخيارات مفتوحة امامه.
_يفرح كثيراً اذا ما وجد من يساعده ويسهل عليه عملية اتخاذ القرار ، او حتى اتخاذه نيابة عنه.
_يبالغ في دراسة وتحليل الامور التي سيتخذ القرار في شأنها ليصل في النتيجة الى حالة من الضياع والشك في شأن تحديد الخيار الافضل والامثل .
_يتأخر كثيراً في اتخاذ القرار الأمر الذي يضيع عليه الفرص ويثير غضب من ينتظرون منه الحسم .
_يغير ر أية بسرعة عجيبة
كيف تعالج مشكلة التردد:
-اعلم ان التردد في اتخاذ القرارات يشكل عائقاً امام تقدمك وتطورك . ويحول دون استفادتك من بعض الفرص الجيدة التي قد لا تتكرر الا نادراً .
-تذكر ان ليس هناك شيء اسمه (القرار الصحيح ) في المطلق ، فالقرار الصحيح هو الذي يتناسب مع الظروف والأوضاع القائمة حالياً او في المستقبل .
-عزز ثقتك بنفسك و لا تخف من الفشل فما من احد كامل او معصوم عن الخطأ . وكلنا معرضون لذلك .
-اعمد الى جمع القدر الكافي من المعلومات الأساسية المتوفرة عن الموضوع الذي ستقرر عليه
-لا تتمادى في النظر الى كافة جوانب الموضوع الذي ستتخذ القرار في شأنه ولا تبالغ في تحليل ايجابيات وسلبيات الموضوع فذلك سيعقد الموضوع .
-لا تترد في الاستفادة من خبرات غيرك.
-لا تخف من مسؤولية اتخاذ القرارات ولو فشلت في بعضها ، بل استفد منها بتجنب الوقوع فيها مرة أخرى في المستقبل بذلك تعود نفسك على اتخاذ القرارات بالسرعة المطلوبة
-حضر قائمة المعايير التي تشكل اساساً للقرارات التي يجب ان تتخذها عادة ، بذلك تساعد نفسك على اتخاذ القرار في أي موقف تبعاً لتوفر هذه المعايير فيه .( الرضا الذاتي – تقبل المجتمع – ملاحظة التغيير السريع .....)
-احرص على ان لا تكون هذه المعايير خيالية وصعبة التحقيق بل ان تكون واقعية ومنطقية وعملية وسهلة التطبيق .
تعليقات
إرسال تعليق