في فلسفة المساعدة و الدعم




في فلسفة المساعدة و الدعم
*****************************
عندما يتعرض شخص نحبه لمشكلة أو محنة، قد نقف عاجزين لا نعرف كيف نقدم المساعدة له.نريد حقاً أن نساعده ، لكننا نقلق من أن نقول أمرا خاطئا أو أن نفعل ما يؤذيه .لذلك نستقيل و لا نفعل شيئا، أو قد نلجأ إلى محفوظاتنا و نقول أو نفعل الأمور الخطأ.
و سواء كان يعاني هذا الشخص من السرطان أو من مشكلة عاطفية أو عائلية أو عملية فإن أفضل طريقة لمساعدته و دعمه هي في أن نتواجد إلى جانبه.ثمة مبادئ لكي تجدي مساعدتنا:

- أن نرى العالم من منظوره: ينبغي أن نكون على استعداد للتعرف و الاعتراف بالوضع الذي يمر فيه الشخص الآخر من خلال عدساته.

- أن لا نطلق الأحكام. فالحكم على الآخرين هو جزء من أنماط التفكير لدينا و من النادر حتى أن ندرك لماذا نفعلها و كيف.الأحكام تخلق المسافة و تلغي التواصل، و عدم الحكم مهارة يمكننا أن نتعلم ممارستها.إنها تبدأ من أنفسنا، يمكننا مثلا أن نتمرن على عدم الحكم على أنفسنا في أن نحتضن و نرعى أنفسنا حين نرتكب خطأ، أو حين لا نرقى إلى مستوى توقعاتنا.يمكننا أيضاً أن نحدّث أنفسنا برحمة و ندرك بأن الأخرين يمرون أيضا بفترات صعبة.

- أن نفهم مشاعر الآخر. و لكي نفهم مشاعر الآخرين علينا أن نتواصل مع مشاعرنا، أن نكون على تماس معها، أن يكون لدينا فهم للانفعالات و قاموسها... علينا أن نركز على ما يشعر به الآخر.

- صياغة و توصيل فهمنا لمشاعر الآخر.قد يقول لك صديقك: " حاسس إنو زواجي عم يتحطم"...و ربما تجيبه: " لا يا رجل، أنتو زوجين رائعين، أو أنا متأكد إنو كل شي راح يكون تمام، أو على الأقل انتي متزوج و عين الله عليك، أو شو بدي إحكيلك عن زواجي أنا أو زواج صديقنا فلان" هذه الأجوبة لا تنقل للشخص الآخر الذي يعاني أي تفهم وجداني. لعل القول : " آسف اسمع إنك عم تمر بهالمشكلة...في أي شي ممكن ساويه و يساعدك؟" و أود أن أشير إلى تعبير رديء نكثر من استخدامه، و هو " على الأقل" مثل حين تشكو صديقتك لك:" من يومين أجهضت" فيكون جوابك: " عالأقل بتعرفي إنو بجيكي ولاد!"

سأذكر هنا بعض الاستراتيجيات المساعدة و أخرى غير مساعِدة:
- ينبغي أن يكون فضولنا موجها نحو الأمور الصحيحة: أي، إذا كان فضولنا موجها نحو القصة بحد ذاتها، فهذا يعني أننا غير مهتمين به بل بالقصة، أما إذا كان فضولنا موجها نحو من نريد أن نساعده و ماذا فعل لكي يساعد نفسه، فإننا نكون مهتمين به.

- أن نفكر ما الذي ساعدنا حين احتجنا إلى مساعدة آخرين... و ما الذي لم يساعدنا أيضاً: مثلا " ساعدني إنو كان متواجد جنبي و ما تركني...ساعدني بإنو أشار عليي شوف حدا مختص... أو..."
أو لم يساعدني " لما حول الموضوع و الحديث و صار يحكي عن حالو و عن مشاكله، أو كان طول الوقت عم يشتغل بموبايله أو عم يتفرج عالتلفزيون...أو...".
طبعا كل شخص مختلف، و لكن التفكير فيما ساعدنا و ما لم يساعدنا قد يكون نقطة جيدة للانطلاق.

- نتجنب كلمات الحكمة و الأمثال غير المناسبة ، مثل " كل شي بتمنه...كل شي و إلو سبب الخ".

- أن نتجنب الوعظ و النصح...فالنصيحة تعكس رأي و ثقافة الناصح و ليس بالضرورة أن تناسب الشخص الآخر، كما أن إسداء النصح و إلقاء المواعظ يغلق الحديث لأن الآخر يشعر بأنه لا يُسمَع.

- أن نجعل الآخر يعرف بأننا موجودون و متوفرون عندما يريد الكلام. الأهم بوجودنا أن نمنح الآخر انتباهنا الكامل غير المجزأ.

أخيرا من السهل أن يشدنا إغواء قول الأشياء " الصحيحة" خاصة إذا مررنا بتجربة نفترض " تماثلها" مع تجربة الآخر.و قد لا يسعنا أحيانا سوى أن نقول: " ما بعرف شو بدي إحكي...بس أنا هون منشانك"...

تيسيير حسون

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشخصية الهذائية

المراهقون و لغات الحب الخمس

الإفصاح عن الذات