مهارات تضمن لكما زواجا سعيدا

في عملي في الطب النفسي، كان لا بد من العمل مع الأزواج في مقاربة أوسع لفهم العلاقات اللاوظيفية التي تبرز كسبب أو كنتيجة للمشكلة النفسية أو للاضطراب النفسي.و لقد لاحظت من الأزواج الذين قابلتهم، أن أكثرهم رضا ، و ربما سعادة ، يشتركون في مهارات نوعية في العلاقة، و هي مهارات قابلة للتعلم.

١- التفهم الوجداني: و هو أن نضع أنفسنا مكان الشخص الآخر، نفهم خبرته و وجهة نظره، بحيث يمكننا أن نقدّر كيف يشعر.مع القدرة على استبصار ما لديه بشكل صحيح.

معظم الناس يظنون بأن التفهم الوجداني أمر بسيط، فما يفكر فيه الآخر و يشعر به ، تحصيل حاصل بعد علاقة طويلة! 

بيد أن ذلك غير صحيح، لأننا لسنا قارئين جيدين للأفكار، كما أن افتراضاتنا في معظمها متحيزة.

التفهم الوجداني مهارة حاسمة في العلاقات بحد ذاتها، لكنها أيضاً مرتبطة بالمهارة الأساسية التالية.

٢- المصادقة الانفعالية: عندما يكون الشريك غاضباً أو منزعجاً، ربما يكون آخر ما نفكر فيه هو القول له بأنه على حق فيما يشعر.لكن إيصال هذه الرسالة بالضبط من موقع التعاطف و التفهم، له أن يحدث أثراً سحرياً.حيث يخمد لهيب الغضب.

و لكن لم يحدث هذا التأثير العجائبي؟ جميعنا نسعى، بل و نتوق للمصادقة الانفعالية، بأكثر مما نظن بكثير.فعندما نكون غاضبين، أو محبطين أو منزعجين، فإن أكثر ما نريده من الشريك هو أن يفهم لماذا نشعر بهذه الطريقة.إننا نريده أن يصادق على مشاعرنا من خلال تفهمنا و تعاطفه معنا. و عندما يفعل ذلك بشكل صحيح، نشعر براحة و تفريغ كبيرين.

يتضخم تأثير كلا المهارتين السابقتين بمهارة أخرى و هي:

٣- الاحترام و الكياسة : إحدى الأشياء التي يقلل الشركاء من قيمتها بشكل ثابت، هي تأثير إشارات و تلميحات الاحترام على دينامية العلاقة.و هي عديدة و متنوعة و خاصة بكل زوج.فالبعض قد يلجأ إلى إحضار الورود، و البعض الآخر إلى تحضير وجبة طعام شهية، و قد يكون ذلك مع كلمات لطيفة أو احتضان محب؛ أي استخدام وسائل التواصل اللفظية و غير اللفظية بصورة إيجابية.

بالطبع لن تحل الورود و الأزهار و الاحتضان كل مشاعر الأذى، لكنها مع التفهم و المصادقة الانفعالية قد تخفف من التوتر و السلبية و تكسر الحلقة المفرغة في العلاقة.

هذه المهارات الثلاث، تسير جنبا إلى جنب، و هي تؤسس معاً للثقة و الارتباط و الرعاية، التي تجعل الشريكين قادرين على العودة بشكل أسهل إلى بعضهما في أوقات الشدة و التوتر و الجفاء العاطفي.

تيسيير حسون