وقفات مع التخيل






كم أنت عظيمة أيتها النفس وكم بك من الأسرار .. فكلما اكتشفنا  سرا من أسرارك ومفتاحا من مفاتيح نجاحك زاد إيماننا وتعظيمنا لخالقك ..

اليوم سأتحدث عن قدرة قد أهملها البعض فلا يستخدمها إلا في أضيق الحدود بحجة الواقعية وطبيعة الحياة المعاشة تارة ، وبحجة الانشغال 

وتسارع المواقف والأحداث والتغيرات في كل ثانية كسمة من سمات  العصر تارة أخرى وغير ذلك كثير ...

سنقف وقفات مع التخيل قدرة ومهارة .. تأمل أنت يا من وقعت عيناه على هذه الحروف أنت وليس غيرك .. هل تستخدم هذه الهبة التي 

وهبك إياها رب الأرباب .. هذه المنحة التي  قيدتها بالقيود وأوقفت العديد من محركاتها التي تدفعك للانطلاق في  الحياة ... قارن بين 

المساحة التي تعطيها للتخيل من حياتك ووقتك الآن بما كانت عليه حالك في طفولتك .. في الغالب ستكون الإجابة  إيجابية لصالح الطفولة

 ... " سؤال عارض حاول أن تجيب عليه أثناء إجراء المقارنة : هل التخيل يزيد من قوة ذاكرتك ؟ " .

وحتى إن كانت الإجابة بأنك الآن تغرق في عالم الخيال أسألك فيم تستخدم وتستغل ذلك .. للأسف لقد أجبرنا أنفسنا في كثير من 

عملياتنا العقلية على استحضار الصور الذهنية التي تسيء لنا بطريقة أو بأخرى .. نغذي خيالنا ليجتر الأحزان والذكريات المؤلمة وكأننا 

حصرنا  الأمر في ذلك الجانب ، بل أن أغلبنا يبدع في إضافة أبعاد تزيد من ذلك الإحساس . يا حسرتنا لا نستخدم الخيال إلا نادرا وإن 

استدعيناه فإننا  نوجهه في غير وجهته !!


وقفة تأمل 

يقول أينشتاين : " إن الخيال هو الأكثر أهمية من المعرفة " .

ويقول جيمس آلين : " إن معظم الانجازات التي تحققت كانت في بداية الأمر حلما . فشجرة البلوط كانت في الأصل بذرة صغيرة ، والطير كان في أصله بيضة ... فالأحلام إذن ما هي إلا بذور الحقيقة " .


وقفة أخرى 

إن إثراء خيالك يساعدك في تعلم واكتساب معارف  ومهارات جديدة ولتتأكد أن الخيال مفتاح رائع لحل المشكلات ، فإن  امتلكت وطورت 

خيالا خصبا فذا استطعت أن توجد أكبر عدد من البدائل والمعالجات للموقف الذي تواجهه ، مما يزيد من فرص نجاحك في

معالجته وتجاوز العقبات التي تعترض طريقك .. كما أنه يساعدك في  الاستعداد لمواجهة ما قد يطرأ عليك في وضع قد تعيشه مستقبلا .. 

قدر أنك غدا ستلقي خطبة أو كلمة أمام جمع من الناس ، أو ستجرى لك مقابلة شخصية .. إنك في حال تخيلك معايشة الموقف فإنك 

ستحدد خطواتك وأهدافك بوضوح وتتنبأ بما يمكن أن يحدث وتسعى  لإيجاد البدائل في كل حالة تستحضرها .. أليس كذلك .. 



وقفة ثالثة 

كل منا يؤمن بأهمية التدريب الجسدي ولنقل الواقعي لاكتساب المهارة وتنميتها وصقلها ، ولكن القليل منا يؤمن بأهمية 

التمارين العقلية في تحسين وتطوير مهاراتنا .. لنفرض أنك في النهار  مارست مهارة ما ( ركل كرة ، قيادة سيارة ، رسم لوحة ... ) 

أيهما يقوم تلك المهارة ويطورها إتقانا وإبداعا لديك بشكل أكبر الاكتفاء بتلك الممارسة العملية فقط أم إذا أقرنتها في المساء باسترجاع

دقيق لها تفصيلا وإجمالا مدخلا عليها في مخيلتك أو حاذفا لجزئيات  منها أو مؤكدا ومعززا لجزئيات أخرى جيدة .. ( لك الجواب ).. 

...ما أجمل أن تجمع بين ممارسة التمارين العضلية  جنبا إلى جنب مع التمارين العقلية لتزيد من تطوير ذاتك ومهاراتك .. 

ولعلمك فإن كثير من الدراسات التي لا يتسع المجال لذكرها هنا أكدت على أهمية التمرين العقلي التخيلي في اكتساب وإتقان  المهارة والإبداع فيها ..


وقفة رابعة

يعتمد على الخيال الخصب في تحقيق الصحة النفسية من قبل الكثيرين في جانب مهم منها ألا وهو تحقيق  استرخاء الجسد والعقل معا ، 

فبعكس الصورة القاتمة التي ذكرتها  في بداية حروفي أعلاه فإنه بالإمكان استغلال الخيال في استحضار  العديد من الصور الرائعة الهادئة 

التي تحقق الاسترخاء والراحة النفسية لكل أحد .


وقفة أخيرة

جميل منك أن تستغل خيالك في معالجة مشكلاتك  وتحقيق الاسترخاء والارتياح لنفسك من عناء الضغوط وتقوية  ذاكرتك باسترجاع الصور 

والمواقف والمعلومات أو استحضارها من  العدم ، والأجمل من ذلك أن تستغله بجعله نقطة انطلاق وعبور  إلى عالم الإنتاج المتميز المبدع

 في عالم الواقع لتنتفع أنت به ،  وينتفع به الآخرون .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشخصية الهذائية

المراهقون و لغات الحب الخمس

الإفصاح عن الذات