قُل الحقيقة
قُل الحقيقة
إن مصدر معظم مشاكلك هو عدم قولك الحقيقة .
إن الأكاذيب التي تتفوه بها , حتى و لو كانت لغرض الحفاظ على مشاعر الآخرين ، دائماً ما تصبح عادة لديك . فلو أنك أخبرت الناس ببساطة بحقيقة ما تعنيه ، لأصبحت في حال أفضل ، و أكثر سعادة ، و لتجنبت الوقوع في المواقف الاجتماعية السخيفة ، سيعرف الآخرون مكانهم منك ، ومن ثم يصبحون أكثر صراحة و صدقاً معك .
سوف يكفون عن توقع أن تدعي ما ليس بك . فلن يكونوا في حاجة لأن يختبروك لكي يكتشفوا نواياك . لن تكون في حاجة لخلق أعذار لعدم فعل الأشياء التي لم تكن ترغب في فعلها , أو تقديم مبررات لتفضيلك عمل تلك الأشياء التي ترغب في فعلها ، لأنهم جميعاً سوف يعرفون تلك الأشياء .
إن قولك الحقيقة و كونك ذاتك شيئان مترابطان على نحو لا يقبل الانفصام .
فالشخص القوي يقول ما يعني . أما الشخص الضعيف ، فإنه يكذب كي يرضي الآخرين .
إن الشخص القوي يجعل الحقيقة مشكلة تتعلق بالآخرين . أما الشخص الضعيف . فإنه يُخفي الحقيقة داخله و يشكو من معاملته على نحو جائر .
و لكن ماذا لو أن قول الحقيقة يجرح مشاعر الآخرين ؟ ليس من المفترض أن تقول للآخرين أنهم يبدون بُدناء ، أو أغبياء ، أو قبيحي الشكل , فإن ذلك لا يعدو كونه فظاظة منك .
إن قول الحقيقة المفترض البوح بها هي حقيقة شعورك بما تقوله ، و رغبتك فيه ، و حبك له ، و مقصدك منه . أما إذا أساءت الحقيقة لمشاعر الآخرين ، فإن المسؤولية تقع عليهم في التعامل مع ذلك . قد لا يعجبهم ما تقول ، و لكنهم سوف يحترمونك لصدقك ،
و سيحيون بصورة أفضل مما لو كذبت عليهم .
إذا كذبت من أجل أن تُسعد الآخرين ، فإنهم لن يصدقوك . سوف تساورهم الريبة تجاه ما تقول ، و يعانون من التناقضات التي يجدونها في حديثك . حينئذ سوف يطالبك بعضهم بتحديد ادعائك ، و البعض الآخر سيقلل من شأنك و يحاولون الإيقاع بك . إن الناس يكرهون أن يُُكْذَب عليهم ، لأن الكذب يجردهم من اختيارهم الحر و قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.
قل الحقيقة . إنها و إن جرحت فإنها تجرح لمرة واحدة .
أما الأكاذيب فتجرح الجميع طوال الوقت .
*إنني أعرف الحقيقة بقولي الحقيقة .
إنني أتعلم الحقيقة بالاستماع إليها.
إن الحقيقة التي أبوح بها تصبح ذاتي .
ديفيد فيسكوت_فجر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة
تعليقات
إرسال تعليق