الأسرار الغذائية اليابانية وراء الرشاقة
الأسرار الغذائية اليابانية وراء الرشاقة
يؤمن سكان جـــزيرة أوكيناوا اليابانية بمثل قديم يقول بأنك "في ســــن السبعين لا تزال طفلا، وفي الثمانين تصبح شاباً، وإذا جاءك ملك المـــوت في التسعين قل له أن يذهب بعيدا وأن يعود في سن المئة". ويتمتع سكان جزيرة أوكيناوا اليابانية بأعلى متوسط عمر في العالم يصل إلى 81عاما وكذلك بأقل المعدلات للسمنة والأمراض المزمنة. وتشير الدراسات أن سكان الجزيرة الذين يتبعون الحمية التقليدية يحافظون على رشاقتهم ونشاطهم في الشيخوخة، كما تقل احتمالات اصاباتهم بالأمراض القلبية وبالأمراض السرطانية عن نظائرهم الأمركيين بمعدّل 80% و50% على التوالي.
وبوجود أكثر من 457 شخصا يفوق عمرهم المئة عام يتمتعون بصحة جيدة وبحياة هادئة ملئية بالتفاؤل وحب الحياة، حظيت جزيرة أوكيناوا على اهتمام واسع من قبل الجهات العلمية والطبية لدراسة العوامل البيئية والإجتماعية والغذائية وراء ظاهرة معدل الحياة المرتفع في تلك الجزيرة. وبالإضافة إلى الدرجة العالية من التضامن الإجتماعي وفلسفة الحياة الإيجابية التي يتميّز بها سكان الجزيرة، كشف الباحثون عددا من الممارسات الغذائية اليابانية الهامة التي يمكن تلخيصها بما يلي:
1) الحد من السعرات الحرارية المستهلكة
إن كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها سكان جزيرة أوكيناوا تقل عن مستوى باقي سكان اليابان بمعدّل 20%، أي ما يعادل 1500 سعر يوميا للرجال، و1200 سعر يوميا للنساء، مما يفسّر انخفاض حالات السمنة والأمراض المزمنة..وتشير الدراسات المخبرية على الحيوانات أن الحد من السعرات الحرارية المستهلكة يزيد من عمر الحيوانات طولا وصحة.
2) استبدال الأرز بالبطاطا الحلوة
على الرغم من أن الأرز الأبيض يحتل مكانا كبيرا في الغذاء الياباني، الا أن سكان جزيرة أوكيناوا يستهلكون الأرز بكميات قليلة ويستبدلونه بالبطاطا الحلوة الأوكيناوية البنفسجية اللون. وبينما يعتبر الأرز الأبيض فقيرا بالمواد الغذائية كالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، الا أن البطاطا الحلوة غنية بهذه المواد الغذائية إضافة إلى المركبات المضادة للتأكسد التي تحمي الجسم من الأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين.
3) التوقف عن تناول الطعام عند الشعور بالامتلاء بدرجة 80%
من المبادىء الأساسية التي يؤمن بها بقوة سكان جزيرة أوكيناوا هو تناول الطعام بكميات قليلة وانهاء الوجبة الغذائية عند الشعور بدرجة الشبع المريح. وقد كشفت الدراسات أن الاستمرار في تناول الطعام إلى درجة الامتلاء الكامل يسبب تمددا في جدار المعدة مما يتسبب بتكبير حجمها على مدار السنين. إضافة إلى ذلك، يعتبر تجنّب التخمة من أهم الأساليب في التخلّص من السمنة والمحافظة على الرشاقة.
4) تجنّب الأغذية الفقيرة بالقيمة الغذائية
يؤمن سكان جزيرة أوكيناوا بضرورة اختيار أغذية غنية بالمواد الغذائية مثل الخضروات والفواكه والسمك والبقوليات والإبتعاد عن الأغذية الفقيرة بالقيمة الغذائية مثل الحلويات والزيوت والأرز الأبيض والأغذية المصنّعة.
5) استهلاك السمك والبقوليات بوتيرة عالية
يحتوي السمك على الأحماض الدهنية أوميغا-3 التي يرتبط استهلاكها بالحماية من العديد من الأمراض من بينها القلب والشرايين، السكري، الأمراض السرطانية، هشاشة العظام والإكتئاب. وتنصح جمعية القلب والأمريكية باستهلاك السمك بمعدّل مرتين بالأسبوع على الأقل. ومن جانب آخر، تعتبر البقوليات مثل العدس والحمص والفول مصدر نباتي هام للبروتين لأنها غنية بالألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن بينما هي خالية من الدهون.
6) الإقلال من اللحمة الحمراء
تحتل اللحمة الحمراء مكانا صغيرا في غذاء سكان جزيرة أوكيناوا حيث تستهلك بكميات قليلة وفي فترات متباعدة. بينما تعتبر اللحمة الحمراء مصدرا هاما للحديد والزنك، الا أنها تحتوي على كميات عالية من الدهون المشبعة مقارنة من الدواجن والسمك.
7) ممارسة النشاط الرياضي
يلتزم سكان جزيرة أوكيناوا بمستوى عال من النشاط الرياضي لساعات طويلة ، فيقمون، حتى المسنين منهم، بأنواع مختلفة من النشاط الجسدي مثل الزراعة والمشي والرقص وممارسة فنون القتال
سهى خوري
تعليقات
إرسال تعليق