عن فشل العلاقات الزوجية ,, أسباب غير مألوفة !




كواشف اضطراب العلاقة
**********************
من خلال خبرتي في التعامل مع مشاكل العلاقات ، وجدت أنه يمكننا التكهن بسوء العلاقة واحتمال الانفصال بين الشريكين، إذا تكررت ( في تحليل الحديث بينهما) الحالات التالية:
1- الدفاعية: حيث تكون استجابة الشخص مثل " هادا مو خطأي...هادا خطأك انت!" و ذلك على هجوم واقعي أو متخيل.
2- التزام الصمت: و هذه الاستجابة شائعة عند الرجال أكثر من النساء.
3- النقد: نعت الشريك بأوصاف سلبية مثل " انت أناني...أنت بخيل...انتي ثرثارة...الخ
4- الازدراء : لوم الشريك بأمر سلبي يظهر فيه من يوجه اللوم على أنه أعلى مكانة من الشريك الذي يبدو أقل مكانة. و كثيرا ما يظهر الازدراء من خلال لغة الجسد و نبرة الصوت و تعابير الوجه و حركة الجسم. أحيانا مجرد إشاحة النظر بطريقة معينة قد تشعرنا أن الآخر يعتبر نفسه أفضل منا.
العلامة الرابعة ( الازدراء) هي المشعر الأقوى على احتمال الانفصال، و هي العلامة التي تدل بشكل قوي على أن العلاقة في مشكلة جدية. و لعل ذلك يعود إلى أن تعامل الشريك معنا باشمئزاز، يشكل ضغطا نفسيا كبيرا يؤدي إلى نتائج سلبية يصعب احتمالها.

عن إخفاق العلاقات ... أسباب غير مألوفة:
*****************************************
كُتب و قيل الكثير عن الأسباب الأكثر شيوعا لإخفاق العلاقات: عدم الانسجام، مسائل الثقة، اختلاف الأولويات، التواصل السيء.و ما ذكر ليس سوى بعض التحديات التي تقود إلى انحلال و تفكك العلاقة.
و لكن في ذات الوقت، ثمة بعض الخصائص في الأزواج و التي رغم أنها قد تبدو إيجابية للوهلة الأولى؛ يمكن لها أن تدمر العلاقة.سأناقش بعضا منها:

١- التوافق الشديد: في العموم يعد التوافق بين طرفي العلاقة أمرا جيدا.و معظم الناس يرغبون بعقول تشابه عقولهم، لكي تسير حياتهم بسلاسة.المشكلة في التوافق الشديد ( التطابق) تنشأ عندما تكون عناصر المشتركات مبنية على خصائص غير ناضجة.عندما يكون شريكان متشابهين في أمور غير ناضجة، فإنهما يخاطران في تمكين و إدامة الميول غير الصحية لدى كل منهما و الانغماس فيها.على سبيل المثال، قد يشكل شخصان قلقان و مفتقدان للأمان العاطفي، علاقة اعتمادية متبادلة.كذلك عندما يكونا مسيئين و يتبعان المخاطر، فقد يديم كل منهما العادات غير المسؤولة و المدمرة لدى كل منهما.
الكثير يمكن أن يقال عن التوافق، و أيضاً الانجذاب للضد.كلا الحالين يمكن أن ينجح، إذا استطاع كل من طرفي العلاقة استخراج و إظهار المزيد من الميول الناضجة.

٢- التعلق المفرط: من الطبيعي و غالبا من الصحي أن يشعر كل طرف بالتعلق بالطرف الآخر.بيد أن هناك نماذج من التعلق كالتعلق القلق الذي يمنع من تحقيق علاقة مريحة.
فالشخص ذو التعلق القلق يرغب أن يكون معظم وقته مع الطرف الآخر، و يشعر بعدم الأمان في غيابه. و هو يختبر غالبا العواطف السلبية في العلاقة، و يتطلب تطمينا مستمرا لكي يشعر بالأمان. في الفترات المبكرة من العلاقة قد يُسرّ شريك الشخص ذو التعلق القلق بالغزل و حدّة العاطفة. و لكن مع الوقت قد يشعر بالإغراق من كثرة تطلب الشريك و تملكه و فرط الحساسية لديه.

٣- الجنس الجيد: الحياة الجنسية الفعالة و المُرضية و المشبعة للطرفين أمر رائع في العلاقات الراشدة.لكن الجنس قد يستخدم أحيانا لإخفاء و تقنيع مسائل مهمة بين طرفي العلاقة، مسائل ينبغي التعامل معها عاجلا و ليس آجلا.فقد يخاطر الشريكان عند الافتراض بأنه رغم مصاعب العلاقة، فإن حياتهما الجنسية جيدة، و بالتالي فإن العلاقة ما تزال على ما يرام ! مع الوقت عندما يصبح الجنس ذا أولوية أدنى في حياة الشريكين ( بسبب عوامل كالضغط النفسي و العمل و الصحة و الأطفال و التقدم بالعمر الخ) ، قد تطلّ القضايا العالقة برأسها إلى الواجهة.

٤- " أنا و شريكي لا نتجادل أبداً": من خلال خبرتي في التواصل و تعليمه ، وجدت الكثير من الشركاء الناجحين في علاقاتهم. و بدون استثناء، جميعهم يتجادلون بين الحين و الآخر.فالنزاع و الجدالات لا تعرّض بالضرورة العلاقة للخطر.الأزواج الناجحون لديهم القدرة على حل مشكلاتهم و تخطيها. هم يركزون على الاهتمام بالقضية العالقة و ليس على مهاجمة الطرف الآخر.و الأمر المهم هو أن لديهم القدرة على التعلم و النمو من خلال المصاعب في العلاقة.
من جهة أخرى، وجدتُ أزواجاً ( عمر علاقتهم أقل من ٥ سنوات ) زعموا أن علاقاتهم كاملة و هم لم يتجادلوا أبدا، و من بين هؤلاء في فترة لاحقة، من أعلن و بدون مقدمات انتهاء العلاقة.ليس هناك منطقة وسطى هنا: فإما علاقة "مثالية" أو لا علاقة!
الشركاء الذين يزعمون بأنهم لا يتجادلون، لديهم قضايا و مشاكل أيضاً، لكنهم يستجيبون بأن يكنسون المشكلات و يضعونها تحت السجادة، أو يتظاهرون بأن المشكلات غير موجودة.

٥- اللطف الزائد: من الممكن أن يكون المرء شديد اللطف في العلاقة. و يصح ذلك بشكل خاص في أوضاع يؤخذ فيها الحب و العطاء كتحصيل حاصل من جانب شريك غير ممتن و لا يبادل الحب و العطاء.
الاقتصاد يعمل على قانون العرض و الطلب. فكلما توفر شيء ما بغزارة و فائض، تراجعت القيمة التي يمتلكها. القاعدة ذاتها تنطبق على اقتصاد العلاقات البشرية. ففي وجود شريك متمركز حول ذاته و مستهتر بالعواطف، كلما زاد عطاء الشريك اللطيف دون شكر و امتنان مقابل، كلما قلّ تقديره و تثمينه.
أمر صحي و حكيم أن يكون المرء جيدا و لطيفا، و لكن من المهم أيضاً أن يعرف كيف يضع حدودا مناسبة.

تيسيير حسون

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشخصية الهذائية

المراهقون و لغات الحب الخمس

الإفصاح عن الذات